استشهد يوم الجمعة الوكيل المساعد لوزارة الكهرباء للشؤون الفنية المهندس عبد الرحمن سيف عقلان، أثناء مروره ومعه نجله في شارع الثلاثين بالعاصمة صنعاء إثر استهدافه بطلق ناري أثناء الاشتباكات التي حدثت بين الجيش والحوثيين في شارع الثلاثين بصنعاء، بالإضافة إلى إصابة نجلة بشظية..
الشهيد المهندس عبدالرحمن سيف عرفته عن قرب فوجدته من أنقى وأشرف من عرفتهم من المسئولين، يقوم بعمله وواجبه بمهنة دون اعتبار حزبية أو شلليه، قتل بدم بارد ولم يكن له خصومة مع أحد، رجل مسالم لا يحمل إلا القلم، ولكن الفتنة التي حذرنا منها وحذر منها الكثير من العقلاء شرارتها عندما تنطلق لا تسأل الضحية عن حزبه أو منطقته أو مذهبه، ولكنها تقتل البريء قبل المذنب، والآمن قبل المستهدف، فعبد الرحمن سيف رحمة الله عليه ليس إصلاحيا ولا سلفيا ولا داعشيا ولا تكفيريا ناصبيا كما يحلو لجماعة الحوثي تسمية من يخالفهم في الرأي ولكنه اشتراكي، ونموذج للرجل المدني المسالم، رغم أن بعض أعضاء حزبه معجبون بما يجري ويؤيدون الاعتداء والحصار على صنعاء جهلا من بعضهم بالأهداف التي من وراء الفتنة، ولان البعض الآخر لم يعد اشتراكياً سوى بالاسم وقد تغيرت قناعاته وأفكاره إلى النقيض لما يؤمن به الحزب الاشتراكي اليمني الذي ناضل عبر السنين من اجل الحرية والمساواة وإيجاد يمن ديمقراطي موحد لا فرق بين أبنائه ولا طبقية فيه، واصبح هذا البعض يتخذ من هذا الحزب العريق ستاراً وتقية ، ولا يسعني إلا أن أقول لمثقفي الحروب, دعاة الفتنة، ما قالته الناشطة الاشتراكية سامية الأغبرين تخاطب بعض كوادر حزبها بقولها :( قولوا لهم إن أبرياء يسقطون في حرب عبثية صفقوا لها وباركوها، قولوا لهم قتل رفيقنا المهندس عبدالرحمن سيف عقلان المدير العام السابق لمؤسسة لكهرباء, وأصيب نجله إصابات خطيرة أثناء مرورهم بسيارتهم من شارع الثلاثين. قولوا لهم قتلت ابنة القاضي سليمان قائد عبدالوهاب وإصيب نجله إثر سقوط قذيفة على منزله قبل صلاة الجمعة لن تشبع عطشكم هذه الدماء.. لن تشفي غليلكم هذه الأشلاء وهذا الدمار, من ينفذ القتل مثله من باركه وصفق له ودعا إلى إسقاط صنعاء هنيئا لكم هذه الدماء وهذا الخراب)..
رحم الله الأخ العزيز الشهيد عبدالرحمن سيف عقلان، ونخاطب كل من ينظر إلى هذه الفتنة أنها تستهدف (س) من الناس دون (ص) نقول لهم إن أغلب الضحايا الذين سقطوا أطفال ونساء وأناس مدنيون مسالمون والفتنة لا تفرق أبدا وسيكون الجميع وقودها، فلا يفرح أحد بالفتنة، ويا دعاة الفتنة كفوا عن النفخ في النار، وعلينا جميعا كيمنيين بمختلف انتماءاتنا ومناطقنا أن نرفض العنف ومل من يريد التغيير بقوة السلاح وفرض أفكاره وأجندته بالقوة، وندعو جميعا للسلم والسلام والإخاء والتعايش بين الجميع وتطبيق مخرجات الحوار التي تنص على تأسيس وطن يسوده العدل والإخاء والمواطنة المتساوية، ومن يريد غير ذلك فإنه يريد الفتنة، وصدق الحق سبحانه القائل : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) ..
رحم الله الشهيد عبدالرحمن سيف وكل الشهداء الذين أزهقت أرواحهم ظلما، وكفى الله بلادنا الفتن وأهلها..