أيها الإصلاحيون:
لم تسقطوا؛ فحين سقط الذين فتشوا غرف النوم وانتهكوا حرمات البيوت وشاهدهم الشعب وهم يفعلون ما يفعلون كانوا يقارنوكم بهم, فحزتم مرتبة عالية في سموكم الأخلاقي وأنكم ضحيتم مقابل ألا يسقط الوطن وجنبتم بلادكم ما كان يخطط له .
أيها الإصلاحيون:
لم تخسروا وان ضحيتم فتضحيتكم كانت من اجل هدف سامٍ تؤمنون به ولو أحصيتم عدد شهدائكم الذين قاتلوا دعماً للجيش فنسبتهم قليلة جداً لما تمتلكونه من رجال يعدون ثروة المستقبل ثابتون على الهدى لا تزحزحهم العواصف و ﻻ ترعبهم القواصف ونحن نحسبهم شهداء بإذن الله اصطفاهم من بيننا.
أيها الإصلاحيون:
إن زعم المترفون والشامتون أنكم خسرتم المعركة فقولوا لهم ومتى كانت معركتنا حتى خسرناها؛ إنها معركة وطن, فالجيش الذي ضرب ونهب قيادته وضربت هيبته وفكك هو جيش الوطن. والأمن الذي ضرب هو أمن الوطن والمؤسسات والبيوت التي نهبت هي ملك شعب
والرئيس الذي سحبت هيبته وقراره هو رئيس الشعب الذي انتخبه وليس رئيس الإصلاح وحده, وهيبة الدولة التي ضربت هي دولة الشعب ونحن لسنا إلا جزءاً من هذا الشعب وان كان ألمنا كبيراً فهذا يحسب لنا لا علينا.
أيها الإصلاحيون:
إذا قال لكم أهل الأماني أن نجمكم أفل فقولوا لهم ومتى كانت ذرات الغبار قادرة أن تمحو نور الشمس الساطعة؟. نحن نحمل مبدأ تكفل الله بحفظ منهجه ولن نأفل إلا إذا تخلينا عنه وما دمنا متمسكين به فالأفول لأعدائه .
أيها الإصلاحيون:
كلما زاد اتصالكم بالله زدتم ثباتاً وقوة إلى قوتكم, فاجعلوا مما جرى فحصاً لجوانب النقص وسددوه وتشخيصاً لمكامن المرض فعالجوه..
واعلموا أنه ما من حدث صغير و ﻻ كبير مفرح و ﻻ محزن إلا وقد سبق في علم الله قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فادفعوا قدر الله بقدره.
أيها الإصلاحيون:
اعلموا أن ما حدث زادكم صفاءً, فظهر معدنكم الأصيل لمن كان في شك بمعرفتكم, وزاد الآخرين وضوحاً فعرفوا ما كانوا يخفون في أضغانهم من سواد.
أيها الإصلاحيون:
ﻻ شك أنكم كنتم في غفلة عن مرارة ما حدث لنبيكم الكريم في غزوة احد أو الكرب الذي مر به في غزوة الأحزاب أو نشوة العجب المؤلمة في غزوة حنين؛ فأراد الله تذكيركم بذلك فتقبلوا هذا التذكير واطردوا اليأس والإحباط فهو ليس من شيمة الصالحين.
أيها الإصلاحيون:
تذكروا بذِلة واعتراف بين يدي الله القائل لأفضل جيل وهو جيل الصحابة: "قل هو من عند أنفسكم", فما بالكم بنا نحن المقصرين بجنب الله, فلنعلنها توبة مدوية بكلماتنا وتلمع بها أفعالنا، شعارنا "ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"..
أخيرا أيها الإصلاحيون:
أدعوكم للمراجعة في ظل ما سبق ذكره ومن كان في قلبه يأس فليطرده ويواصل السير حتى يلقى الله وليعلم أن الخاسرين هم الذين ذكرهم الله بقوله: "قل إن الخاسرين الذين خسروا انفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين"..
فمهما ضحيتم في هذه الحياة وانتم مخلصين لله فليس خسراناً بل ربحاً عند الله موفوراً تتجنبون به الخسران الحقيقي يوم القيامة.
محمد بن ناصر الحزمي
أيها الإصلاحيون..أدعوكم للمراجعة 1688