عبد ربه اتخذ قرار الجرعة بنفسه لكي تكون بوابة جماعة الحوثي للسيطرة على العاصمة وحلولها بديلاً لسلطة الدولة..
ولا يستبعد مع "هكذا رئيس" أن يكون إصراره وتشبثه بشخصية بن مبارك كرئيس للحكومة، والذي قوبل برفض واسع النطاق من المكونات والأطراف، ومن الرأي العام في الشارع؛ أن يكون الهدف هو إتاحة الفرصة للطرف القوي في العاصمة "الحوثيين" باستكمال السيطرة على دار الرئاسة وبقية معسكرات الجيش حولها؛ ومن ثم التراجع عن القرار وتوقيع اتفاق جديد لتكليف شخصية أخرى غير بن مبارك لتشكيل حكومة..!!
ملاحظة لن يفعل ذلك، من أجل اتخاذه ذريعة للهروب إلى عدن؛ على الأقل الآن.
هو لن يذهب إلى عدن إلا بعد استكمال التدمير، وتسليم ما تبقى من معسكرات للجيش في النهدين والاحتياط والصباحة والصمع وذمار ومعبر ويريم وإب وتعز والحديدة ومأرب والبيضاء لجماعة الحوثي؛ وتسليم ألوية الجيش اليمني في المناطق الجنوبية للجان شعبية يشكلها بنفسه من مواليه واتباعه مستخدما خزينة الدولة ".
حتى بعد تدمير ألوية الجيش ومؤسساته في مناطق الشمال؛ لن يأمن لتطبيق بقية المخطط في عدن في ظل تماسك المناطق العسكرية للجيش هناك.. سيسعى لتدميرها وإعادة تشكيلها وفق هواه وتحت سيطرته الكاملة.
إصرار الرئيس على ترشيح بن مبارك؛ تعبير واضح عن استهتاره بمسؤولياته، وبكل المآسي التي مر بها اليمنيون من أجل تغيير الحكومة الفاشلة، إذ يصر على معيار " الولاء" الذي صعد بموجبه شخصية لا علاقة لها بالجهاز الإداري للدولة وليست من قياداتها الكفؤة، ولا علاقة له بالحياة السياسية التي قفز إليها منذ سنتين، ولا يمتلك أي كفاءة في إدارة الحكومة واقتصادها ووضعها الأمني في ظل مرحلة استثنائية خطيرة تحتاج إلى شخصية مستقلة كفؤة وقوية ولها رؤيتها وأسلوبها ودرايتها بالجهاز الإداري للدولة وكيفية تفعيله؛ وليس إلى منفذ أوامر طيع ويتلقى التعليمات..
الرئيس يتحمل مسؤولية التأخير الآن في تشكيل الحكومة، وليس أحداً غيره..
والغريب أنه مرن وقابل للحلول الوسط والتنازلات والتواطؤات وحتى التسليم والاستسلام كما فعل في تسليم العاصمة وقبلها عمران؛ غير أنه متشدد ومتعصب ومستميت حينما يتعلق الأمر بالمناصب وتعيين "أتباعه" في المواقع العامة؛ كما هو الحال الآن في تشبثه بأحمد عوض بن مبارك..؟؟
مصطفى راجح
بن مبارك واستهتار الرئيس 1487