لقد أصبح الوطن العربي أشبه بطفل تائه بجوار بيته، فهو وطن ينهار ويضيع على مرأى ومسمع وبالقرب من أبنائه وأحفاده تتجاذبه الأجندات الدولية والإقليمية المتباينة، والرغبات المتعارضة..
لقد أصبحت مواجهة تنظيم القاعدة وما يعرف بتنظيم "داعش" بالمنطقة حرباً مفتوحة تدر أرباحا طائلة على الدول الغربية المصنعة للسلاح المستخدم في هذه المعارك..
لقد صارت ثقافة الموت هي السائدة وأصبح الوطن العربي في كثير من الدول مثقل بالدماء واليتم ومثخن بالجراحات التي لا تندمل.. ثقافة الموت صارت هي المسيطرة على كل ثقافات المنطقة العربية, كما يحدث يومياً في العراق وليبيا وسوريا واليمن.
إن ما يحدث جعل مفهوم الوطن العربي هو: شعوب طحنها الذل والفقر والبطالة والطائفية والأزمات المتكالبة والمختلفة والتي لا تنتهي وكأنها قدر محتوم ينبغي التسليم والقبول به.
لقد غدت ثقافة السلم وتوعية الشعوب وتبصيرها والانتصار لها لا تتفق ولا تتناسب مع واقعنا السياسي المزري و إفرازاته المخيفة..
إن كل القوى الفاعلة بالساحة العربية سواء كانت أحزاباً أو جماعات أو أنظمة كلها متشربة بثقافة العنف ومهوسة بالمغامرة الغير محسوبة العواقب وفرض الانتصار على حساب الوطن والمواطن.
وهنا نؤكد أن الدول الدينية لن تكون بأي شكل من الشكال جامعةً وموحداً للأمة، ومعبرة عن هويتها وقوميتها، بل ستغرق المجتمعات العربية في أتون صراعات وخلافات ومذهبية وطائفية وعرقية، تجرنا إلى الخانة التي يريدها أصحاب المشاريع المشبوهة لأمتنا، مشاريع التفتيت والتقسيم على أساس الثروات والعوائد والمذهب والطائفة.
إيمان سهيل
الوطن العربي.. طفل تائه بجوار بيته 1361