ما حدث لبلدي اليمن الذي كنا نتصور أن فيه دولةً وجيشاً فاتضح أنه كان يُقاد من قِبل عصابة بالدسائس والمؤامرات "فرِّق تسد" ومقسَّم إلى مربعات إقطاعية للنافذين وجيشه عبارة عن مليشيات تتبع ناهبين فصاروا نافذين.. وكلٌ له معسكره والوطن بعيد جداً عن أولوياتهم واهتماماتهم.. وأجنداتهم اليوم ومخططاتهم تؤكد نواياهم الحقيقية تجاه الوطن والشعب اليمني.
ولاءات غير وطنيه للقبيلة والأفراد وتكتُّلات مشبوهة تكونت على مر السنين تصلَّبت وتشاركت في دسائس وجرائم جعلتهم مترابطين في حلقة من المصالح إذا سقطت حبة منها سقط الجميع فاستمروا محافظين على تماسكهم يعيقون أي محاولة لإرساء العدل الاجتماعي حتى لا يطال رقابهم والحفاظ على ما نهبوه حتى لا نستعيده.
تمسُّكهم بالسلطة أفرغ قلوبهم من مشاعرها النبيلة.. الحقد والضغائن أسكن فيها الخبث والقسوة ..الثأر هو طريقها الذي دمَّر في مساره كل جميل للوطن وآلامه حطَّموا ما شُيَد وعُمَر وهو الشيء اليسير من جمال أعمالهم حتى صار لا جمال لهم.. القبح هو كل ما بقي لهذا الوطن نتاج هذه الأعمال.
وعندما بدأت المؤامرة كان رجالهم فرحون مستعدون وعادت الروح إلى نفوسهم الخبيثة, فكانوا منفذيها وأدواتها التي يحركها كبيرهم وامتطوا الحوثي والشعب برنامجهم المعلن ومن خلفه ينفذون نواياهم لا همَّ لهم غير إشباع نفوسهم العطشى للدماء وممارسة ولع حياتهم الماضية في إهانه البشر وتدمير الحجر وكسر الكرامة والشرف والعزة وطلب الرضوخ والخنوع بمبرر تصفية ثأرهم مع كل من طالب بإسقاط الظلم.. كل من رغب في الحرية واستعادة الكرامة والعزة للوطن والأمة بمبرر "دواعش".
الصراع القائم مهما بدا مذهبياً طائفياً إلاّ أن حقيقته فكرية ثقافية في الوعي بين قوى التنوير الناعمة المواكبة لنمو وتطور الفكر والوعي الإنساني والطموحة للولوج في رحاب تطورات العصر وبين من يعيش وهم الإرث الطبقي القديم يضع نفسه وإرث أسلافه والوطن تركته التي ورثها عنهم وهو الوحيد المفترض أن يحكم ويتحكم والكل يطيعونه, هذا الوهم سيدمِّره ويدمر الوطن.
الرئيس عبدربه ليس ضعيفاً إنما الملعب ليس نظيفاً ولم يستطِعْ تطهيره من خبائث الماضي وعلل الدسائس والمؤامرات "الهيكلة" وهو في ملعبهم فتركهم يلعبون لتتضح حقيقتهم للمشاهدين عسى أن يتَّعظوا وعن الوطن يدافعوا وحول مصالحه يصطفوا.
رُبَّ ضارة نافعة فقد فُكِّكت مليشيات النافذين من جيشنا المنتهك وجردوهم من قوتهم المدمرة للخير والنمو والتطور قُلِّمت مخالبهم واستطاع الحوثي أن ينهب كل شيء منهم ويجرد كل القوى المتناحرة والمتصارعة التي صدعتنا وأعاقتنا.. جرَّدتها من أسلحتها وصارت قوتها بحوزة الحوثي أي تجمَّعت في مليشيا واحدة, هل يمكن لما تبقَّى من دولةٍ التعامل معه واستعادة منهوباتها.
أعتقد ــ إن لم أكن واهماً ــ أن كل هذه الأحداث ستعيدنا إلى حركة كحركة 13 أغسطس وما يشبهها وسيبرز قائد جسور يُمسك بزمام الأمور.. الوطن همُّه الأول ولن يسمح لأيٍ كان أن يعبث بالوطن وبمقدراته والمواطن ومصالحة وسيبني جيشاً وطنياً ودولة عادلة بإذن الله وسيفتح ثغرة من نور تضيء طريق الخير ويبدأ بإنشاء ملامح المستقبل المنشود. أتوقع أن تكون هذه الشخصية كالشهيد الحمدي أو الشهيد سالمين وستلتف حوله كل القوى الوطنية التي تريد بناء دولة عادلة إن شاء الله وسيظل الحل يمنياً من أوساطنا من بين هذه الجماهير المغلوبة على أمرها والمقهورة التي ترفض الماضي بكل قاذوراته التي تسعى لتهيمن علينا. وعمَّا قريب ستتضح الصورة وسيلتحم الصف الوطني ضد كل الدسائس والمؤامرات وسينطلق اليمن إلى رحاب المستقبل المأمول والنصر دائماً للوطن.
أحمد ناصر حميدان
القائد المنتظر.. 1711