ما أضر بالوطن وأوصلنا إلى ما نحن فيه من أزماتٍ وبؤر صراعٍ هي سلوكيات الفئة التي لا هم لها غير حكمها واليوم علينا أن نتفاءل بالخروج من عنق الزجاج لكن هل تجاوزنا تلك السلوكيات, فالمتابع المحايد للأحداث وتعامل بعض القوى السياسية معها سيجد للأسف أن تلك المنتجة لأسباب ما نحن فيه وتداعياته لازالت تمارس نفس السلوك والمماحكة ونفس عقلية التخوين المتربصة للأخطاء والزلَّات وتفخيمها وتجعل منها مبرر لضرب الأخر أي أنها لا تتقبل الشراكة الحقيقية ولا زالت تتعامل مع شركائها كخصوم وهذا هو أساس الإعاقة لأي اتفاق أو التنصُّل منه بصورة البحث عن مبرر أو عذر.
بيان المشترك تناوله البعض بمفهوم منقوص أو جعل منه البعض هدف لتشويه وتعزير المشترك وذهب البعض إلى التخوين والاتهام وحمَّلوا المشترك فشلَ تشكيل الحكومة وتداعيات هذا الفشل وأن المشترك يُريد نصيب اكبر كلها رسائل تهدف لتدمير الآخر وإخراس لسانه وخضوعه للطاعة أما أنصار الله فيتحدثون بلغة المنتصر والتهديد بقوة العنف والقبيلة وكأنهم جميعاً يقولون بالحرف الواحد يا مشترك لا تفتح فمك, اقبل بما يُملى عليك, نحن نحدد معايير التشكيل و "طُز" بما وقَّعنا أو توافقنا عليه.
بينما القضية هي التزام بتعهدات وتوقيعات اليوم للتوافق لبناء وطن وغداً لنظم وقوانين يرسخ بها هذا الوطن فإذا بدأت فئة تفرض قناعاتها على الآخرين في قضايا كانت صغيرة اليوم غداً ستكبر وسنصبح تحت وصايتهم أذا كان التوزيع يجعل من أنصار الله والمؤتمر حلفاءَ اليوم قادرين على تعطيل أي قرار فلا أمل لحكومة لا تضمن لقراراتها التوافق والقناعة الجامعة وما حدث بالأمس في تعطيل قانون العدالة الانتقالية لإرساء العدالة الاجتماعية وقانون استعادة الأموال المنهوبة لدليل.
أما حكاية تنازل أنصار الله بنصيبهم للجنوب فهذه أضحوكة على شعب بكاملة تدغدغون مشاعرهم لتكسبوا تأييدهم ثم نجد الأهداف الحقيقة واضحة للعيان في أعمالكم تناقض القول, ولهذا هل ستسلمون الحقائب للحراك يختار بمعرفته وزرائها أم ستختارون أنتم من أنصاركم الذي استبسلوا للدفاع عنكم وتنميق أخطائكم وعمل "بروبجندا" إعلامية لكم في الجنوب من الوهلة الأولى وهؤلاء هم أدوات تديرونها بمعرفتكم فقد تناقشنا مع البعض منهم ووجدناهم مُغرَّر بهم مسحورين بالوعود التي اليوم كشفتموها.
ثم المشترك من حقه أن يشارك أو لا يشارك, فقد كان شريكاً في الحوار ومخرجاته ولم تلتزموا بها إلى هذا اليوم وهذا اختيار وما المانع أن تتحملوا الحكومة وستكونون كحلفاء أكثر تقارباً وتآلفاً في أخرج الوطن إذا كانت نواياكم كذلك لكن يبدوا أنكم تبحثون عن شماعة لتعلقوا عليها أخطائكم ومبرراتكم لأن النوايا غير صادقة وهذا ما هو واضح من خطابكم مع الآخر بالتخوين والتهديد وتحميل الأخطاء وما شابهها, أحسنوا نواياكم تجدو أعمالكم تصبُّ في ما هوا أحسن للوطن وآلامه وتعاملوا مع الآخر كشركاء لا فُرقاء وخصوم.. والله الموفق.
أحمد ناصر حميدان
المشترك والشراكة 1552