يبدو حال الأنظمة العربية مثيرة للسخرية وهي تنتج ديمقراطية مشوهة لتستهلكها في الإعلام لتجميل صُوَرها القبيحة.
المتابع يدرك أن الثقافة التخريبية والمدمِّرة تطال بشكل أساسي النسيج المُجتمعي العربي، حيث أصبحت الشعوب أمام مجتمعات عشائرية وقبلية وجهوية وطائفية ومذهبية، لا يربطها رابط بواقعها ومحيطها الوطني والقومي..
هذه الانظمة العربية الهالكة فقط تتبجح بالانتساب للديمقراطية أو تدَّعي بأنها أكثر ديمقراطية من غيرها وهي لا تنتج إلاَّ مسخا للديمقراطية فحسب.
إن ما تشهده البلدان العربية يفضح الأنظمة العربية التي تتغنَّى بالديمقراطية ويؤكد أنها مجرد أبواق تروِّج لإنجازات حرية لا وجود لها ..
ولعلَّ ما صارت إليه المجتمعات العربية من تفكُّك عشائري وقبلي وجهوي وطائفي ومذهبي، دون أن يكون هناك رابط يوثقها بالجانب الوطني والقومي أو حتى الديني، يشير إلى أن هناك مشروع سياسي خطير، يجري تنفيذه من أجل تمزيق البيت العربي.
إن الواقع السياسي العربي، يعكس ما تعانيه المنطقة العربية اليوم من تفكُّكٍ للدول المركزية إلى دويلات طائفية ومذهبية، تتحكم فيها الميليشيات بسبب البُعد عن الديمقراطية الحقيقية.
فالقوى الوطنية بدأت في الضمور والتلاشي ومنها من تسعى لأن تعلي حزبيتها وهويتها الدينية فوق هويتها الوطنية والقومية.
إيمان سهيل
حين تتحول الأنظمة إلى مصانع انتاج مَسْخ الديمقراطية 1149