;
محمد المياحي
محمد المياحي

هادي وبحاح بين فكِّي الحوثي وصالح!! 1430

2014-11-11 16:14:14


"مستقبل مجهول" هكذا عنونت إحدى الصحف المقربة من الحوثيين في سياق تعليقها عن أداء الحكومة لليمين الدستورية, وبدأت المؤشرات على هذا بالحديث عن منع مليشيات الحوثي لبعض الوزراء من مباشرة اعمالهم في مباني الوزارات, وبالفعل يبدو انها "حكومة بلا دولة" ورئيس بلا "جيش" وشعب بلا "حياة".

عقوبات دولية زادت من تلاحم الحلفاء وتشكيلة حكومية, كعكتهم فيها صغيرة, واكتمل المشهد وانتظر يا شعب اليمن كل شيء.

الحوثيون يهددون قائلين: مثلما اسقطنا الحكومة الاولى سنعدل الحكومة الثانية, وبحاح يقول: التشكيلة الحكومية غير قابلة للتعديل؛ اذاً ما هو السيناريو المحتمل, هل يقبل الحوثي؟ يبدوا هذا مستحيلاً وهو الذي كان ينتظر نصيب بحجم النصر الذي يزعم انه حققه؛ فقد كان يشكو من قبل لماذا تقصونا ونحن قوة على الارض؟ واليوم يبدوا انه صُعق كثيراً, فكيف يهمشوني وانا الذي املك الدولة واستطيع أن افعل كل شيء..!! ماذا عسى الحوثي أن؟ سيفعل الكثير, وكل الخيارات مفتوحة, فمن ذا الذي يستطيع أن يقول له لا؟ من هو البطل الشجاع الذي يٌمكن أن ينبرىء لمجابهة جماعة لا تجد نفسها ملزمة بأي شيء تجاه احد؟ فأمام هذا التجريف المسعور لكل الثوابت الوطنية والاستمرار في سحق ما بقى من يقين الوطن والمواطنة, أمام هذا المد الهمجي الغير مدروس, والمتكئ على تراكم انتصارات الوهم, فمتى كانت هناك مواجهة لنقول أنها انتصرت, فكل شيء سُلم ويسلم بفجور سافر!! ومن ومَن؟ من الرئيس ووزير دفاعه اللذين أصبحا في دائرة الاستهداف, بعد أن انتهى الدور الذي حدده الحوثي لهم..

سقط الرئيس يوم سقوط صنعاء, لكن الجماعة التي ساعدها الرئيس ووفر لها الغطاء الدولي استبقت رجل القصر؛ ليتوهم انه مازال رئيساً, في الوقت الذي راحت فيه الجماعة تجرده من كل أدوات القوه؛ ليكون اعزلاً في مواجهتها..

وبالفعل فقد بدأت تطلق شارات الإنذار خصوصاً بعد اعلان التشكيلة الحكومية؛ لتمهد الجميع للحظة الإزاحة, رئيس فقد الشعب, وفقد الجيش, وفقد الهيبة, وفقد القرار, وغداً سيفقد السلطة الفخرية التي منحت له مؤقتاً من قبل الجماعة التي لطالما داعبها كثيراً وتملق لها في الوقت الذي كانت فيه تمارس نحر الدولة, وصفع الشعب, وإذلال بلد بأكمله وهدر مستقبل الأجيال بالكامل, بعد جنى الشعب النتائج المريرة لسياسة الرئيس المترددة والضعيفة والمساومة؛ حتى على ثوابت الشعب, ها هو الرئيس العاجز, يناشد الجماعة الانسحاب!!! وماذا لو لم تستجب؟؟ وماذا اذا رفضت الحكومة؟ وماذا إذا هددت من تجاوز الصلاحيات التي رسمتها له؟ بالطبع لن يفعل شيئاً, أو بالأحرى لا يستطيع فعل شيء..

هادي ظن الحوثي وديعاً كما الثوار؛ لكنه بدأ متوحشاً, ظنه مسالماً وأحسن الظن بهم؛ لكنهم كانوا على النقيض من ذلك تماماً..

هادي خذل من وثقوا به فخذله من وثق بهم, وكما تدين تدان.. الحوثيون لم ينتخبوا هادي؛ لكنه حقق لهم الكثير, كانوا أذكياء وأعلنوها من البداية إنهم ضده, ومع هذا استمر ساذجاً إلى درجة البلادة..

اليوم لم يعد أمامه سوى الرحيل, لم يعد يملك أي خيار أخر, بالفعل إذا أراد أن يحفظ ماء وجهه عليه أن يغادر, يا هادي مازلنا مشفقين عليك رغم انك قسوت علينا, مازلنا نريدك أن ترحل بكرامة رغم انك اهنتا.. إلى اللحظة مازالت قلوبنا نقية رغم انك بعتنا!! لا تستغرب فهؤلاء هم أجيال الثورة كانوا ومازالوا عند قيمهم, يا هادي لا نريد العالم أن يتندر بنا قائلاً: الرئيس الذي جاءت به الثورة معتقل أو تحت الإقامة الجبرية..!! يُعز علينا سماع مثل هكذا خبر, لا تُمعن في إهانتنا فما مُنينا به في ظل حكمك يكفي, لا نريد أن يكون سلفك قد حصل على مخرج مشرف أكثر منك, أعلنها انتخابات مبكرة, أو غادر وسلمها طواعية, والشعب يعرف خياراته لا تُوفر غطاء للاستمرار في اغتصاب البلد, بوجودك على هرم سلطة لا سلطان لها وكرسي لا أعمدة لها, فخامة الرئيس (الفاقد للفخامة) إلى هنا ويكفي؟؟!! فقد أضعت فرصة تاريخية مُنحت لك؛ لكنك لم تكن عند مستوى المسؤولية, وها أنت سادر في ضلالك القديم.. تناشد مردة الحياة سلام العاجز المهان, سيادة الرئيس الفاقد للسيادة: ارحل قبل أن تُرحل فهذه أخر جمائلنا لك أتمنى أن تفهمها, كررها قلها بملء فمك (فهمتكم) كما قالها زين العابدين ورحل بطائرته ,وتحمل أن تطوف 6 ساعات في الجو إذا رفض العالم استقبالك, فهذا قدرك الذي لا مفر منه ولا مناص.. هادي فقد الغطاء الحزبي وليس هذا هو المهم فقد فُقد الغطاء الشعبي يوم ان سُلمت العاصمة. وها هو اليوم يريد ان يتعافى ويتحرر من سطوة الابتزاز؛ لكن بعد فوات الأوان, وماذا بعد بالفعل؟. مستقبل مجهول لوزراء بلا مكاتب..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد