وأخيرا تم تبرأة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وخرج من قضية القرن مثل الشعرة من بين العجين ولم يبق إلا أن نسأل القضاء المصري والسلطات المصرية المعنية: من قاتل المتظاهرين ومن هو الذي يقف وراء صفقة بيع الغاز لإسرائيل..؟!.
حكم محكمة الجنائيات بالقاهرة صادم للمتابعين وأكبر صدمة على أهالي الضحايا الذين سالت دماؤهم هدرا من أجل دولة لا تطأطئ رأسها لبيادة العسكر.
إن العدالة غرقت أمس في بركة الحيل الشرعية وجرفتها سيول المخارج القانونية وإرادة الإرادة السياسية..
ماذا يعني تبرأة ديكتاتور لا يحتاج لإثبات جرائمه بأدلة كما لو كانت قضية متهم فيها مواطن.. هؤلاء دكتاتوريون وتكفي ملفات الفساد وتقارير المنظمات الحقوقية والمدنية في إدانتهم.
القضاء المصري لم يحكم ببراءة مبارك وأركان نظامه فقط بل إنه قضى ضمنا بخروج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين، طالباً الصفح والغفران من الدكتاتور مبارك.. وأما حدث فهو أن المحكمة قضت بعدم جواز مقاضاة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات العارمة التي عرفتها مصر وأنهت حكم حسني مبارك..
حكم البراءة كان أيضا من نصيب الحبيب العادلي، وزير الداخلية و اليد الضاربة للنظام حسني مبارك و جميع مساعديه، البالغ عددهم ستة...
كما حكم البراءة كان من نصيب حسني مبارك ورجل الأعمال الهارب " حسين سالم" في قضية تصدير، الشبه المجاني، للغاز المصري لإسرائيل. كما حكم البراءة كان من نصيب نجلي الرئيس في شأن الاتهام بالفساد و تلقي الرشاوى...
انها براءاتٌ وصكوك غفران، توزع وليس بالمجان.. والا إن كان كل هؤلاء أبرياء، فمن هم المتهم الحقيقي الذي استفز ملايين المصريين وأخرجهم عن رتابة عيشهم المعتادة، وأخرجهم بالملايين إلى الشوارع والميادين؟.
إيمان سهيل
إن كان مبارك بريئا..فمن القاتل والفاسد؟! 1100