من ينظر معي إلى حال بعض الناس هذه الإيام وما حلقت من فتن وابتلاء وكيف تغير حالهم وتَعِست معيشتهم نتج عنها انحراف استقامتهم بل منهم من خبثت عقيدته وقَلَّت مكارم الأخلاق لديه لأنه لم يستطع الصبر أمام التحديات والاختبارات في الدنيا ..!
وصدق الله حين قال (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير أطمان به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والأخرة ذلك هو الخسران المبين ))
اللهم طمئن قلوبنا واجعلنا من الصابرين المحتسبين الفائزين يا رب.
..هكذا أجيال 2011 خرجت لنا أرقام صحيحة وناس صالحين ، منهم من خرج يسب من هو السبب ومنهم من يتهم الحزب ذاك ومنهم من يترضى على سلااام الله على ...
ولبيب من عرف أن هذه الأحداث خير ونعمة كبيرة لمحاسبة النفس.
يقول النبي صلِ الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح :"أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل . يُبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زِيد في بلائه" .
ألم تبيِّن أحداث الربيع العربي من هو الرجل في دينه صلابة ..!
وأزيد من النبوة رشة عطر, قال أحدهم : يا رسول الله! إني أحبك؛ فقال له رسول الله : فإن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه ".
والحمد لله الفقر ملازم لنا نحن اليمنيين من قبل الربيع العربي منذ عقود ..!!
فاللهم اجعلنا من محبي الرسول المرافقين له ..يارب!
هكذا حال البعض إن أصابه خير أطمان به قال هذا مَطْوَعة ممتازة, فيها خير,وإن أصابته فتنة انقلب على وجهة ..!
سبحان الله .. لم يقدر يصبر شهور أو عام وذهب يتنكر للبعض ويتحالف مع البعض على حساب دينه, أعمى بلا بصيرة, يتحالف مع الشيطان من أجل شيء زائل وهذا ليس غريب على من اتَّكل على البشر ولم يتكل على ربهم ..!
إلى هذا الصنف الذي فُتن ولم يُوفَّق في الاختبار, أعرني قلبك وسمعك إلى قصة صبر نبي الله أيوب ..
جبل من جبال الصبر الشاهقة ، وهامة عالية من الرضا بقضاء الله ، ومثال رائع في الإيمان بقضاء الله وقدره.
ظل مريضاً ثماني عشرة سنة ، لا يَقوَ على القيام من الأرض, كان أشد البلاء في ذلك كله ..فأولاد أيوب ماتوا جميعاً، ومال أيوب ضاع كله ، وصحة أيوب انقرضت جميعها؛ فانفض الناس والأصدقاء من حوله.
قالت له زوجته مرة : ألا تدعو الله أن يشفيك وأنت نبي ؟
فماذا قال لها نبي الله أيوب :قال لزوجته متسائلاً : يا زوجتي (رحمة)كم سنة مضت علي وأنا صحيح الجسم ؟ قالت له : سبعون عاماً.
ثم سألها ثانية: وكم سنة مضت عليَّ وأنا مريض ؟ قالت : ثماني عشرة سنة.
قال لها أيوب :
أستحي من ربي أن أساله الشفاء قبل أن يمضي علي سبعون عامّا في المرض كما مر علي سبعون عاماً في الصحة .
يقول تعالى:
(واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنَصَب وعذاب )ولم يقل يا رب اشفني ..!وانظر الرد من الله سبحانه وتعالى حيث قال :( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر).وانظر إلى كلمة ضر تفيد الشمول : كشف الضر في الصحة والمال والأولاد ...
أخا الإيمان اصبر واحتسب واستحِ من الله مقابل ما أعطاك من النعم التي لا تُحصى فقد يبدل الله من حال إلى حال, انظر معي إلى قوله تعالى :( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا)
ولا تعجب لقدرة الله الفائقة في طريقة الشفاء.
يقول الله له :
اركض برجلك هذا مُغتَسلٌ بارد وشراب ).
سبحان الله .. لا تتعب يا أيوب الدواء تحت رجلك !!
لماذا كل هذا يا رب؟؟
اسمع معي يا أخي إلى تقرير علام الغيوب وهو يصف أيوب بقوله :
( إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أوَّاب)
اللهم أغننا بالفقر إليك ولا تفقرنا بالاستغناء عنك.
يا رحيم ارحم ضعفنا وتولَّ أمرنا وأحسن ختامنا واجبر خاطرنا.
(سلام الله على الصابرين)
محمد العياشي
سلام الله على الصابرين 1574