ليس هناك شك في أن الحرية الركيزة الأساسية لترسيخ التجربة الديموقراطية التي هي سبيل لإنعاش مؤسسات المجتمع المدني.
ولعل الاختلاف والتنافس والصراع، بعيدا عن المبادئ الديمقراطية المتفق عليه لا تنجب سوى فوضى تنتهي بسفك دماء الأبرياء وتدمير الأوطان.
كما لا يخفى أن التعددية السياسية هي من أوجه الديموقراطية فسيطرة الحكم الفردي هي ديكتاتوية تشكل خطراً يقتل المواطنة المتساوية وينتج انتهاكات تطال الجميع إلا المقربين والمداهنين.
ونشير هنا إلى ما توصل إليه كثير من المهتمين بإصلاح النظم السياسية والاجتماعية بأنه كلما قويت مؤسسات المجتمع المدني وازدادت فاعليتها وتواتر نشاطها، ضعفت قدرة الدولة على التعسف إزاء حقوق المواطنين وحرياته، وكلما ضعفت مؤسسات المجتمع المدني وخفّت فاعليتها وتوقف نشاطها، ازداد تعسف سلطة الدولة إزاء المواطنين وتضخم دور القوة في العلاقة بين المواطنين والدولة على حساب حقوقهم وحرياتهم.
إن الحرية هي أساس البناء الديموقراطي العام إن وجدت فعلاً، وجزأً لا يتجزأ من الشروط اللازمة لوجود النظام الديمقراطي أو التمهيد لنشأته إن لم يكن موجود بالفعل.
إيمان سهيل
الدكتاتورية..انتهاكات تطال الجميع إلا المقربين 1219