تسير معطيات الأحداث وفق الأيديولوجيات المرسومة بين المكونات اللاعبة في الساحة اليمنية لاسيما الحركة الحوثية وكذلك أذرع النظام السابق المنتشرة في الجسم اليمني بيد أن كل التحليلات تؤكد أن قرار الحركة الحوثية ليس وطنياً أو من أجل الوطن بل لا يستند إلى الأوضاع والمناخ الذي تسير فيه اليمن في منعطفها الحالي بل يأتي من الخارج.
يدرك الحوثيون مشاعر اليمنيين ومدى التلاعب بها كتلك التي تم الترويج لها تحت مسمَّى الجرعة التي تنتهي اليوم بمطالبتهم بالشراكة في السلطة والثروة ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل هم في سعيهم الحثيث لتثبيت ذلك وإن لزم الأمر استخدام البندقية المجنونة التي لا تفرِّق بين الرؤوس ومحاولة استهدافها لمجرد فقط تعارض الرؤى واختلاف الفكر.
ما حدث ويحدث في الرئاسة اليمنية يوم أمس ولازالت التبعات هي تلك المسيرة مسيرة الشحن السياسي ويتبعه الشحن الطائفي وكذلك الاستعطاف الممنهج لمشاعر اليمنيين والتي بدأت بالجرعة ثم بالقضاء على الفساد ولكن بالفساد ثم نأتي لنرى المليشيات التي تم السماح بدخولها العاصمة تتجرأ على قصف الرئاسة اليمنية بمختلف أنواع السلاح الثقيل وكل ذلك لم يكن ليتأتَّى لولا التمكين التدريجي لمليشيا الموت التي تفننت ولاتزال في القتل والقصف العشوائي.
لم تكن صنعاء في يوم ما بحاجة إلى ماهي عليه اليوم.. رسالتي إلى البعض من أبناء صنعاء الذين يساندون هذه الجماعة المارقة التي أسالت دماء اليمنيين وحوَّلت استقرارهم وتعايشهم إلى جحيم يلتهب بفعل التحريض الطائفي والعصبية المَقيتة والمُدرجة أيضاً تحت يافطات سياسيه لمحاولة الخداع والتغرير على كثير من اليمنيين في سبيل التحشيد الطائفي تحت هذه العناوين التي هي في مجملها دعوى لفتنة واقتتال بين كافة الشرائح والمكونات السياسية منها والدينية.
بعد أحداث الأمس لا يمكن نكران أن اليمن على صفيح ساخن يشتد عوده وتتحول سياقات الحالة اليمنية إلى ما يشبه الحالة اللبنانية مكتوفة الأيدي في يد حزب إيران في لبنان الذي يقرر وفق أهوائه الحرب وخوضها خارج حدود الدولة اللبنانية؛ ما يسبب الخطر على الأمن القومي ومستقبل الحياة السياسية والمعيشية في هذا البلد وكذلك اليمن الذي يمر اليوم بنفس تلك المرحلة مالم يتم تتويج ذلك بدحر المليشيات المتمردة وخروجها المخزي من المدن وكذلك دعم ومساندة الجيش اليمني للحيلولة دون السقوط في وحل المشكلات وتعدُّد الصراعات كما هو حال لبنان وفي ذلك حفظ لمستقبل اليمن السياسي وكذلك المعيشي وبناء مستقبل الأجيال على أساس السلم وحفظ الحدود .. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
من الجرعة إلى دار الرئاسة ..!! 1273