في مثل هذا اليوم من 11 فبراير 2011م انضم أبناء"الشطر" الشمالي من الوطن اليمني الغالي إلى ثورة الشعب الأبية التي اندلعت في الجنوب 2007م ضد نظام طاغ, مستبد, ناهب, مستحوذ نخر الوحدة الوطنية وفكك أواصر اللحمة الإنسانية داخل المجتمع اليمني, رافعين شعار إسقاط النظام وبدأ النظام يتهالك ويسقط كأجزاء ويفكك ومن تلك اللحظة انكشف الغطاء المزور لهذا النظام اتضحت هشاشته وكرتونيته وحجم فساده وعفنه الذي كان مغطى بالاستبداد والآلة الإعلامية الضخمة التي كانت تلمع النظام وتجمله وتقبح الجمال..

على مدى 33عاماً لم تبن دولة ولا مؤسسات وطنية حقة بل وطن تقاسمته عصابات وجيش يدين الولاء لأفراد والجماعات ومناطق.

سقط رأس النظام واستمر جسده يقاوم في كل مؤسسات الدولة العميقة حتى استطاع أن يتسلق بأحد أعمدة الثورة التي اندلعت ضده وهم الحوثيون وتحايل وسلّم كل ما بقى لديه لينتقم من أعدائه بصورة بشعة ومؤامرات خبيثة سقط فيها سقوطا أخلاقيا ووطنيا مريعا.. سلم وطنا لمليشيات وقوات مسلحة يفترض أن تكون وطنية وحامية للوطن وسلطته الشرعية فخان الوطن وساهم في إسقاط شرعيته وسلم أسلحته وعتاده لمليشيات عرقية طائفية هل يوجد سقوط أخلاقي ووطني أكبر من ذلك فأسقط معه الحوثيين في وحل هذا السقوط الأخلاقي والوطني الذي جعلهم ملطخين بالانتهاكات والتآمر والدسائس والأكاذيب والمفبركات الإعلامية والنهب والاستحواذ وكل أشكال القبح السياسي والأخلاقي، استحوذوا على مؤسسات الإعلام العام وأغلقوا واستباحوا المؤسسات الإعلامية المعارضة لهم كـ"أخبار اليوم" و"سهيل" قبلها.. ماذا يمكن أن نقول على ذلك غير سقوط أخلاقي.

اليوم الحوثيون في وضع لا يحسدون عليه, فقدوا كل القيم والمبادئ التي نادوا بها, فقدوا شبابهم الذين زجوا بهم في معارك خسر فيها الوطن التوافق والاتفاق, فقدوا روح التسامح والمحبة وشحنوا أنصارهم بالكراهية والبغضاء ضد جزء من أخوتهم في الله والوطن, دمروا وأحرقوا وقتلوا ونهبوا واستباحوا واجتاحوا وماذا بعد ذلك غير سقوط أخلاقهم وتماديهم في هذا السقوط؟ هم الآن مجرد عسكر ينفذون انتقام النظام السابق بنفوذه وفاسديه على كل من ثار وانتفض ضدهم الآن يحللون السلطة للتوريث وما يحدث على الأرض خير دليل على ذلك هم الآن يتربعون العرش كأسرة, أخوان وعيال عم ومن القبيلة والطائفة وإن ابتعدوا اختاروا المذهب..

 لقد نزلت عليهم لعنة السماء والأرض معاً وهم في محنتهم بهذا السقوط الأخلاقي ونحن نتطلع إلى بناء نظام آخر يتحلى بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والمبادئ الإنسانية التي صارت في عهدهم ناذرة بل معدومة.

مخطئ من يقول غير ذلك لأن نصرهم المزور حققوه بالخديعة والتآمر والدسائس, لم يكونوا عند مستوى المواجهة الشريفة, أي بطولة يتغنون بها اليوم وهم يزجون بمؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية لمواجهة الشعب والمواطنين وانتهاك حقوقهم واستحقاقاتهم بعد أن نهبوا الممتلكات العامة؟! اليوم ينهبون الممتلكات الخاصة ويرتدون الزي الرسمي وهم مليشيا غير رسمية.. لقد سقطوا جميعا سقوطا أخلاقيا فضيعا وبقي الشعب وأبناء الوطن الشرفاء شامخين مرفوعي الرأس والهامة, مستمرين بثورتهم, يطهرون الوطن من قذارتهم ووحل سقوطهم وإنها لثورة حتى النصر..