إلى قائد المسيرة اللا "قرآنية", أود إحاطتك علماً أن "شقاة" مسيرتك- كما تحب أن تسميهم الأستاذة أروى عثمان وزيرة الثقافة المستقيلة- يواصلون- لليوم الثالث عشر على التوالي- احتلال مقر مؤسسة "الشموع" للصحافة والإعلام، وصحيفة "أخبار اليوم"، لا لشيء وإنما لأننا حملة أقلام لا بندقية ونتسلح بالكلمة لا بالرصاصة ونؤمن بحقنا وغيرنا في ممارسة حرية الرأي والتعبير بطرق سلمية وحضارية، تختلف كثيراً، أو لا مقارنة بينها وبين فظاعة وانتهاكات لجانك الثأرية التي تنتهج سلوكاً ليس له علاقة بما تدعيه زوراً بأنها أخلاق مسيرة قرآنية ويستطيع الجميع منذ الوهلة الأولى معرفة أن لا علاقة لجرائم ميليشيا هذه المسيرة حتى بأخلاق أبو جهل وأبو لهب والعرب الأقحاح من المشركين وليس المسلمين، فما بالك بالأخلاق التي يدعونا القرآن الالتزام بها فهو دين حث على العدل في السلم والحرب.
اضطررت- في السطور أعلاه- أن أخاطبك بالتذكير بأخلاق ديننا الحنيف، علّ بعض المغرر بهم يعودون إلى جادة الصواب، وعسى أن تدرك قيادة جماعة الحوثي المسلحة بأن أعمال السطو والنهب والاعتداء على الممتلكات والتعدي على الحرمات ما هي إلا ديدن العصابات الغير منظمة وليس حتى المنظمة منها، رغم أن الجميع مجرمون, إلا أن الفرق يكمن بأن ثمة مجرماً يحاول تحسين صورته القبيحة وآخر لا تهمه سمعته وكأنه يدرك أنه سيموت أو سيزول بسرعة, لذا فهو غير حريص على الاستمرارية والبقاء ويبحث عن أي طريق قصيرة توصله إلى السجن المؤبد أو إلى المنفى والعزل أو حتى إلى حبل المشنقة وهو الظاهر حتى اللحظة من خلال ممارسات أفراد وعدد من قيادات مسيرة الحوثي، على عكس المجرم المنظم الذي يحرص على الاستمرارية والسيطرة على منطقة معينة فما بالك بمحافظات ومؤسسات دولة..
الأخ/ عبدالملك الحوثي، الأخوة العقلاء في حركة أو جماعة الحوثي -لن أقول "أنصار الله" فأنصار الله نعرفهم بممارساتهم وتعاملاتهم مع الآخرين, سيما الخصوم فالدين المعاملة- لا تعتقدوا أن الانتهاكات التي يمارسها أفراد جماعتكم والسطو وترهيب خلق الله الذين لم يحملوا السلاح في وجوه المسيرة اللا "قرآنية" وتعدي لجانكم الثأرية على الحرمات والممتلكات الخاصة والعامة، سيدفع الناس للقبول بكم ويسوقهم إليكم كالنعاج، بل على العكس فهذه التصرفات ستدفع الجميع لمقاومة صلف هذه المسيرة كلاً قدر استطاعته.. بالقلم والكلمة وحتى ""بالصرخة في وجه المستكبرين" والدفاع عن النفس، بنفس ما اعتدي عليها.
الأخ/ عبدالملك الحوثي، هل تجد مبرراً لاقتحام صحيفة "أخبار اليوم" وسلاحها الكلمة، أم أنك صدّقت سدنة جماعتك من أن الصحيفة مليئة بالأسلحة والدواعش، أو أن الصحيفة تتبع اللواء/ علي محسن؟ فأنا هنا أقول لك إن كنت قد خدعت بهذا الكلام فما عليك إلا متابعة قناة مسيرتك التي عجزت حتى اليوم في عرض أي شيء يثبت تلك الخزعبلات الكاذبة التي روج لها ثلة من الدجالين. وحين عجزوا عن ذلك ذهبوا لإثبات أنهم مجموعة من اللصوص في صفوف مسيرة لا قرآنية، وقاموا بتشغيل مطابع مؤسسة "الشموع" لطباعة الصحف الخاصة بمسيرتكم ولجانكم مجاناً. في تعدٍ سافرٍ وقبيحٍٍِ على ملكية خاصة، يعكس عقلية النهب والفيد التي تُسيّر لجان مسيرتكم، وتثبت ألا مشروع لهذه المسيرة سوى الدمار والقتل وكل شيء لا علاقة له بالحياة والحرية والعدالة والكرامة والأمن والسلام.
أما إذا كانت المسألة تخص حاجة المسيرة لطباعة صحفها الخاصة ولا يوجد لدى اللجان الثأرية تكاليف الطباعة، فالمسألة محلولة كانت إدارة المطابع ستأخذ ضماناً بالتسديد وتقرض المسيرة لحين ميسرة، أهم شيء الوفاء بالسداد مش بعدين مثل الزميل "عابد المهذري".
في الأخير أذكرك بقوله تعالى" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43) وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ(44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ" صدق الله العظيم. سورة إبراهيم.
إبراهيم مجاهد
إلى عبد الملك الحوثي 1767