يصر زعيم العصابة الحوثية على حشد مفردات اللغة كي يوصل تهمه الحمقاء المكررة في معظم خطاباته، إلى الجيل الثائر الذي يحشد من جهته كما هائلاً من المسخرة رداً على محاولات السيد الخرقاء في الاستهبال بالشعب، وقد بات سوق التهم شيئاً طبيعياً لدى جماعة الحوثي، وكالعادة الإصلاح استفرد بثلثي تلك التهم في خطاب السيد الأخير، مضمون التهم المعلبة هو نفسه لم يتغير، فقط سياق الخطاب هو المتغير الوحيد؛ كونه أتى بعد حزمة من التحركات والترتيبات الجديدة في المشهد السياسي اليمني المرهق؛ فمغادرة الرئيس صنعاء، وبيان مجلس الأمن، والتحركات الخليجية، وتصاعد وتيرة الاحتجاجات، وترحيب القوى السياسية بخطوة هادي، وتراجعه عن الاستقالة.. كل ما سبق يمكن وضعه في سياق واحد..
كان يفترض بخطاب عبد الملك أن يتعامل معها بحدس سياسي يستبطن الواقع ويزاوج بين مصالح جماعته وجملة المتغيرات السابقة؛ ولأننا إزاء جماعة يشكل قائدها كل شيء فيها، وتختزل هي في شخصه، فلم نلحظ في خطابه سوى كلمات فضفاضة ومترادفات مملة، وكما هو معروف فجل خطاباته مستنسخة بلفظانيتها التي تعبر عن عقلية ثيوقراطية تحمل لغة معزولة تماماً عن تقاليد اللغة السياسية، وندخل قليلاً في الموضوع فقد قال عبد الملك أن حزب الإصلاح متحالف مع القاعدة وأن ما يحدث في مأرب وشبوة يشكل دليلاً قاطعاً على فكرته القديمة الجديدة تلك.
وأضاف إن الإصلاح يستدعي الخارج بشكل مفضوح يعكس إفلاسه على المستوى الوطني.. وأجزم أن مواقف حزب الإصلاح في مظاهراتهم التي وصفها "بالفتنوية" تؤكد أن هذا الحزب يناهض إرادة الشعب، ولا أدري ما إذا كان عبد الملك يقر بأن للمتظاهرين "الفتنويين" إرادة أم لا!!؟ ثم كيف يكون الإصلاح معبراً عن إرادة هؤلاء الفتنويين ومناهضا لإرادة من يصفهم" "بالشعب اليمني العظيم"؟؟ ألا يفترض بعبد الملك أن يعترف أن هناك إرادة سياسية وثورية هي التي تناهض عصابته؟ بدلاً من تغطية عين الشمس بغربال!
وإذ افترضنا أن حزب الإصلاح مفلس على الصعيد الوطني، فهل يمكن للسيد أن يقول لنا لماذا ما زال هذا الحزب يقلقه ويستحوذ على معظم خطاباته؟؟!! وما أضحكني في هلوسة السيد هو أني فتحت التلفاز بعد أن أكملت صلاة العشاء تماماً، وكانت الضحكة تكمن في مصادفتي، لقطة رفع السيد رأسه إلى أعلى والإشارة بأصبع السبابة وفتح فمه؛ مهددا حزب الإصلاح، ويبدو أن فتحة الفم تلك توحي أن الرجل يتهيأ لابتلاع الحزب الأكثر نشاطاً وشعبية، وبدا واضحاً أن الحزب ما زال يرعب الحوثي رغم تجريده من أي قوة عسكرية أو سلطة إدارية أو سياسية، اللهم إلا مجموعة مسلحين في مأرب لهم قرابة بالحزب، إلى درجة أن الحوثي أغفل الحديث عن كل القوى السياسية الأخرى، واعتبر مواقفها تدور في فلك حزب الإصلاح، الذي يشكل عقبة كئود أمام مشروعة الإقصائي وسلوكه العبثي في مصادرة مؤسسات الدولة وتعطيلها وإحلال ما يسمى اللجان الشعبية والثورية بديلاً عن الدولة، واستبعاد الحوثي للقوى السياسية الأخرى أسلوب انتهجته الجماعة منذ تحركاتها في دماج؛ حيث تعمد الجماعة إلى تحييد القوى الأخرى كي تتمكن من افتراس خصمها اللدود دون منغصات من القوى الهامشية التي ستتفرغ لها لاحقاً، بعد أن تكون قد إلتهمت الحزب العصي على الانجراف!
وبما أن الحوثي نجح في تحييد تلك القوى طيلة الشهور التي زحفت فيها مسيرته من دماج وحتى اجتياح صنعاء؛ إلا أنها(أي قوى الاشتراكي والناصري) قد استفاقت على خطر محدق لا يستثنيها من الاجتثاث، حتّى وصل الحد بالمسلح الحوثي المغرور إلى مخاطبة أحد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي قائلاً: لماذا تتمسكون بهادي؟!! سنضطر إلى حل الأحزاب!! لا بد أن صاحبنا الثوري صعق لهذا البجاحة الباعثة للاشمئزاز، لكن الحوثي لا يعنيه هذا، بل كل العالم على ضلالة، حسب محمد البخيتي في برنامج ما وراء الخبر، فقد قال ذلك مسنوداً "بولاية الله " أما قوى الهيمنة العالمية فلا تعنيه، وإذ ما وضعنا كلامه هذا وكلام السيد عندما قال: أننا لسنا في وضع ملتبس، وأن خياراتنا محددة، والعالم لن يستطيع فرض شيء علينا، عندها ستتحدد لنا حجم الكارثة التي يسوق عبد الملك البلد إليها، فرجل يتباهى بالعزلة العالمية ويعتبرها مؤشراً على الإلهام الإلهي للرجل الأعمى سياسياً، ويتصور إمكانية عيش الشعب دون العالم، ويريد نقل أسلوب حياته في جحر الضب إلى30مليون مواطن، يتنفسون حضارة صباح مساء، في انتظار متلهف لحظة الانعتاق من الكابوس الحوثي الذي بات يقض مضاجع الشعب...!!
رجل هكذا يفكر لا يمكن أن تؤمل فيه خيراً، ويجدر بك أن تذهب بخيالك بعيداً ، لتتوقع ما يمكن أن يقدم عليه عقل بلا خيال، ودائماً "الغباء لا حدود له،أما الذكاء فمحدود" وحسب أخبار اليوم فالحوثي يرتب لاجتياح تعز؛ تمهيداً لغزو الجنوب، ولك أيها المواطن اليمني أن تتخيل السيناريو المرعب الذي ينتظر اليمن واليمنيين ..!!
محمد المياحي
ما زال الإصلاح يرعب سيد الكهف..!! 1474