يعتبر هذا العام بالنسبة للحوثيين عام تصفية الحسابات مع جميع المكونات السياسية ومن أبرزها حزب الإصلاح الإخوان المسلمين.. وبكل تلك اللغة والهمجية يخاطب الحوثيون الحزب الوحيد الذي ينتسب إليه اليمنيون بينما يأتي دافع الحوثيين في النيل من هذا الحزب على محورين الأول هو المحور العقدي الطائفي بينما يكمن المحور الآخر في القاعدة الشعبية العريضة لهذا الحزب..

يحاول الحوثيون ممارسة الكيد السياسي بكل أشكاله وصوره لتشويه مسيرة هذا الحزب الذي لم يكن حزباً غوغائياً أو طائفياً أو أن تكون قياداته مراهقة كما هو حال السيد, فلذلك نجد الحوثيين- وبدون حياء أو وازع من دين- يذهبون إلى إحدى مزارع أرحب ووضع عدة صواريخ ثم القول بأنها تتبع حزب الإصلاح كالفاتنة التي تدعي الشرف!! كيف وأنتم تملكون سلاحاً, أسقطتم به دولة وتصلكم بارجات السلاح الإيرانية, لكنهم تماماً كتلك الفاتنة التي تدعي الشرف وأنتم بذلك يسقطون أخلاقياً وسياسياً وستسقطون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى واقسم بالله أني متأكد من ذلك أكثر من تأكيدي بأي شيء..

قبل يومين يداهم الحوثيون مقر الدائرة الطلابية لحزب الإصلاح ويعتقلون أربعة من قياداتهم ثم يتم الإعلان عبر وسائل إعلامهم بأن اللجان الشعبية تداهم وكراً للإرهابيين وتعتقلهم.. يعني تصوير الإخوان بأنهم إرهابيون.. وأقسم بالله لو أن الإخوان حقيقة إرهابيين ما استطاع عبدالملك الحوثي أن يتقدم شبراً واحداً من مران, لكن ندرك جميعاً أن سياسة الإخوان المسلمين تقوم على السلم وشعارهم معروف "سنقاتل الناس بالحب"..

حزب الإصلاح من أعرق وأعرف الأحزاب اليمنية ويمتلك الكثير من الكوادر الأكاديمية والثقافية والتعليمية والسياسية وأساتذة الجامعات, يمتلك الشباب المثقف والإعلاميين والذين يمتلكون الحكمة والحنكة السياسية والمعرفة بأبعاد وزوايا الواقع وجدير به أن يحكم اليمن لولا أنه لا يحمل أي مشروع سوى المشروع الذي يرفضه الغرب وهو مشروع بناء وطن وحمايته وإيجاد عوامل السعادة والرخاء وقبل ذلك تمكين الناس من حكم الشريعة الإسلامية "إن الحكم إلا لله".

لم يتعرض حزب قط لما تعرض له حزب الإصلاح ما يجعلنا أن نتضامن معه وإن كنا لا تنتمي إليه إلا أنه يتعرض للظلم والجور من قبل جماعة مارقة تستأثر بالسلاح بينما لا تعلم مصير مستقبلها.

ندرك بأن الغرب لا يرغب في أن تبنى الأوطان لذلك يقف حائلاً أمام الساعين للبناء والعمل وإن كان بصورة غير مباشرة كأن يصنع جماعات عنف تقف في وجوه الساعين لبناء الأوطان بالسلاح والإعلام وغير ذلك.

 ورغم ذلك إلا أنه لا يأس لأن هذه الجماعات كالنفاشة لا يمتلكون أي سندا لا شعبيا ولا دوليا ولا حتى قوة بالمعنى الصحيح وعليهم أن يدركوا نموذج العراق الذي يلفظ أنفاسه أمام العشرات من المجاهدين ورغم ذلك لا يزال الحوثيون يقامرون للوصول إلى ذلك الموصول..

أيها الحوثيون إن استئثاركم بالقوة اليوم ودعم أمريكا وروسيا وإيران لكم لن يفيدكم, فأحفاد الحسين لم تنفعهم استغاثتهم بأمريكا والعالم لنجدتهم في العراق وها أنتم تمارسون سيلاً واسعاً من الكيد والكذب السياسي ضد الإصلاح خصوصاً ولكنه لن يتأثر بنباحكم ولكني أشفق عليكم من مستقبلكم المخزي والمحزن ولكي لا تفجعوا بزئير الأسود فأنتم لا شيء أمام حزب الإصلاح ورغم أنه لم يبادر فتنتكم ويستجيب لها فإنه عنوان يجب أن تفهموه .والسلام