قد نختلف ويقال الاختلاف رحمة متى ما كان منطقي وعقلاني والاختلاف يدل على التنوع والتنوع رقي وإثراء فكري وسياسي ويشكّل التنوع الثقافي قوة محركة للتنمية، ليس على مستوى النمو الاقتصادي فحسب بل أيضاً كوسيلة لعيش حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالاً، ويُعتبر التنوع الثقافي ميزة ضرورية للحدّ من الصراعات السلبية والفتن متى ما تم القبول بالتنوّع الثقافي والإقرار به عبر الاستعمال الإبداعي للإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل خاص في خلق الحوار بين الحضارات والثقافات وفي بلوغ الاحترام والتفاهم المتبادل.
هل ممكن أن نختلف على القتل والخراب ونتفق على الحياة والأعمار هل ممكن أن نختلف ولكن نجعل طاولة الحوار هي موقع اختلافنا لنخرج منها باتفاق يرضي الكل وفق أسس وطنية عادلة نضع فيها المصالح العامة فوق مصالحنا الضيقة نضع الوطن في أعلى قمة من اهتماماتنا وخطورة الاختلاف عندما يتحول لعداء ويخرج خارج الدائرة الضيقة ليبدأ كل طرف يحرض ضد الآخر ويكيل التهم والإشاعات ويعلن الحرب على الآخر هنا يكون قد أعلن الحرب على الوطن ويبرهن دون شك رفضه قبول الأخر والعيش والتعايش معه بل يريد أن يكون الطاغي وصاحب الكلمة الأول المنتصر عسكرياً المهزوم أخلاقيا في بلد يئن من أوجاعه ونحن نبحث عن انتصار وهمي متى نتفق على وطن نعيش فيه دون مهزوم ومنتصر بل نضع أنفسنا في دائرة واحدة هي المواطنة والمساواة ولعدالة .
تابع قنواتهم إصرارهم على احتوى كل ما يتعلق بالإعلام يسخرونا بواق الفتنه التي تنبعث منها روائح الكراهية والحقد والشتم والتعزير ضد أطراف أساسية في الوطن يعلنون بكل صراحة وببجاحة حربهم على الآخر وعلى القيادة الشرعية يعلنوها حربا ضروس من المستفيد منها غير أعداء الوطن والأمة كانت مبرراتهم الإخفاقات والاختلالات إذا قدموا لنا مثالا أفضل قالوا هانحن في المحك وسنثبت لكم أنكم كنتم مخطئون.. افتحوا ملفات الجرائم فعلوا القضاء المستقل وقدموا الحقيقة للعامة في محاكمات معلنة قالوا بالبراهين والوثائق هذا هو الإرهابي وهناء الاختلال لكن الاغتيالات مستمرة والحقائق لازالت غائبة ولم نسمع غير إشاعات ومناكفات ومماحكات وكلام ليس له معنى وبرهان بل تزداد الانتهاكات وتغطى بغطاء ثوري سلطوي يؤكد انه لا فرق بينكما .
اليوم صدمت بسماع اغتيال الناشط السياسي والكاتب الوطني عبد الكريم الخيواني اختلفنا أو اتفقنا معه يظل له قناعاته ومواقفه التي يجب أن نحترمها هو جزء من هذا التنوع الفكري والثقافي والسياسي المطلوب في البلد للرقي والنمو والتطور والعيش والتعايش ما دام لا يحمل البندقية وأدوات القتل والتحريض له سلاحه الكلمة والفكر بكيت في داخلي وتألمت نفسي وأنا ألاحظ إنسان يفقد حياته لمجرد رأي وموقف سياسي وأزداد ألمي وحسرتي عندما وجدت دولة وقائمين عليها عاجزين عن تامين الأمن والأمان لهذا المواطن بل يتشدقون بالقوة ونهب سلاح الدولة ولجان ثورية في كل مؤسسة وإدارة وهم عاجزون عن تامين حياة الناس أذا ما الفرق كان الشهيد كغيره من الشهداء الذين يزداد عددهم كل يوما طموحون بالدولة العادلة والضامنة للحريات دولة المؤسسات التي قتلت واغتيلت وهي اليوم في صف الشهادة مع الشهداء الأبرار ومنهم شهداء مجزرة الكرامة ومجرميها معرفون في أول تحقيق شفاف تم ولم تكشف حقيقة الأمور ويحاكم القتلة والمجرمون وانتم في أيديكم السلطة والأمن والقضاء لكنكم عاجزين كسابقيكم ما دمتم في تحالف تكتيكي مع القتلة وزعيمهم متى سنرى عدلكم وأنصافكم وأمنكم وأمانكم وخيركم هل ننتظر أعوما أخرى في وحل الجرائم والطغيان والخذلان والموت والدمار والنهب والسطو والاجتياح ونصمت ونطيع ونستكين تحت أفواه البنادق والسلاح ونتحول لجثث مرماه على الشوارع ومعاقين . لا والله خيرا لنا أن نكون مشاريع شهادة لله ثم الوطن على أن نجرب المجرب الفاشل .
أحمد ناصر حميدان
نختلف وكلنا شهداء بما فينا الدولة وآخرنا الخيواني 1448