;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

الهوية ان هوت هوينا 1218

2016-08-10 13:53:46


الوطن الهوية نقبع بداخلها، وهي تقبع في داخلنا نتنفس هواه ويجري في دمائنا، وطني كرامته وعزته فينا، الوطن اليوم "محرقة، زنزانة، مقبرة، مقهور، مهدور،منكوب،وطن يحتضر"، وطن تداس فيه كرامة الإنسان فصار مهاناً، أهذا مشروعكم وما أردتم له أن يكون، بالعنف كخيار، بفوهة البندقية للقضاء على بوادر الخير، الحوار الوطني ومخرجاته، التحول سلمي لتغيير واقع مرفوض لواقع مأمول، لم تستهدفوا غير وطن، لم تفجرون غير وطن، لم تنحرون غير وطن، فهذا هو وطني اليوم بسببكم واختياركم ومواقفكم يئن.

صرت مستهدف لأني أرفض لعن منابر العرب وحملة لواء الإسلام، لأني متمسك بهويتي كعربي، أرفض الوصاية، "ودفع الخمس" لأصحاب العمائم والرضوخ لمشروع لا يروقني ولا يلبي قناعاتي ويتناقض وأفكاري وهويتي، لأنني رفض إثارة الناس بعادات يرفضها الدين قبل المذهب، لأنني أرفض ولاية السفيه، مهما كانت عمامته، وزعامته، وطول وعرض نفوذه وقبيلته، في عصر التكنولوجيا والازدهار والتطور علينا مواكبته لا تخلف عنه، ولايتنا اليوم سياسية وليست مذهبية، وعرقية وسلالية ويجب أن ننتبه لذلك جيداً.

لن تنزعوا جذوري من على هذه الأرض، فتنبت برعم وزهور، مهما اعتقدتم أنكم أفرغتموها من التنوع، مهما توهمتم أنكم امتلكتموها، فأرضي ولاّدة خصبة تنتج رجالاً أشاوس معجونة أجسادهم بتربتها الطاهرة، فأخيارها كثر ويملئونها خيراً وحباً ووطنية، أن قتلتم وأرهبتم وفجّرتم، لن ترعبوهم، ستلاحقكم لعنتهم في سهولها وجبالها وصحاريها، أنها اليمن أم العروبة من نصرت الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم.

الفرق بيننا هو مشروع الجماهير هتافهم المعبر عن الحلم والطموح والأمل، أين هو ذلك الأمل؟ تلاشى في دهاليز صراعاتكم خصوماتكم الفاجرة، التي فجرت فيكم الحقد وسيرتكم نحو الانتهاكات والجرائم الإنسانية، التي رمتكم في حضن الاستبداد والطغيان فصرتم معا ورم سرطانيا خبيث، يعاني منه الوطن والمواطن، عجينة الشر والأشرار، واليوم مرعوبون مثله من الدولة الضامنة للحريات والعدالة، مرعوبون من الحق والعدالة الانتقالية لإرساء العدالة الاجتماعية، كنتم مظلومون، وصرتم ظلمة ولصوصاً وناهبين وقتلة ومجرمين وفاسدين بامتياز.
فشلتم في إطفاء شعلة الثورة فينا بالإشاعات، باستدعاء الماضي بكل سلبياته، بتغذية الخصومة الفاجرة والصراعات المدمرة لشق الصف، بتوجيه أسوأ وأقذر الاتهامات، فشلت بل انهارت ثورتكم المضادة لخدمة الطاغية الذي يلعب فيكم كدمى، لاستعادة حكمه وتوريث وطن، ها هو يستلم منكم وعاد عفاش للواجهة ويداه ملطخة بدماء زملائكم الثوار، وملطخة بأبنائكم في صعده، وفي خزائنه أموال الشعب المنهوبة، وفي ذمته دماء الشرفاء والأحرار، وصارت في ذمتكم أيضاً.

الحكمة ليست ضعفاً بل هي مسؤولية تاريخية لتجنيب زج الوطن في حرب عبثية مدمرة، فغاب الوطن فيكم وغابت الحكمة، فلم تدركوا أن الهوية أن هوت هوينا، فكنتم وكلاء لجرنا خارج هويتنا، واعتقدتم أنكم بالعنف أقوياء ولآخرين بالحكمة ضعفاء، غرور وعنجهية في الحوار، وطيش وانتحار في الجبهات، وحشد وتحريض لمزيد من الموت والدمار، ووهم لنصر مؤزر أتي مع المهدي المنتظر بالشعارات الجوفاء التحريضية بالفتاوى للموت للأخر بصفته شيطان رجيم في عقل متحجر متصلب متعصب إرهابي لعين.

ها هي المشاورات معكم فشلت، فلم يعد أمامنا غير انقلاب على الشعب أن يستعيد حقه وإرادته ووطنه، وهو قادر بالشرفاء والمناضلين والمقاومة الباسلة في الجبهات والمتارس، هذا حقنا في الدفاع على وطن بحاجة للتعافي والنهوض والولوج لتطورات العصر، لينافس بقوة وبقدرة تعيد له سيادته وعزته وشرفة، ممن انتهكها يوماً كان في الداخل أو في الخارج، نحن لسنا دعاة حرب لكننا دعاة حق، والحرب لم تعد حرب عصابات طويلة المدى تستنزف الوطن ومقدراته وينتحر أبناؤه على الحدود، الحرب اليوم هي وعي نهضوي وحرب اقتصاد وتكنولوجيا وتطور وازدهار، حرب تفوق وبناء وإعمار حينها ستكون رقماً صعب المنال، أنتم تعيشون على الفوضى والحروب العبثية، والوطن بحاجة لدولة ضامنة للحريات والعدالة، للعدالة الانتقالية للوصول لعدالة اجتماعية،الوطن يئن ولابد من التعافي، وأنتم تزجون به من حرب إلى حرب لا هدف منها غير الانتحار والطيش وبقائه سقيما عليل لتطويعه لأهداف غير وطنية، ليكون سهل المنال لأسيادكم في الإقليم كبؤرة من بؤر الصراع الإقليمي لتعيشون على أشلاء ودماء الأبرياء ومعانات البسطاء، هذا هو مقصدكم من بقاء الحال على ما هو علية وأكثر سوا، رحمة بالوطن ورحمة بأبنائه ورحمة بكم وأنصاركم الذي يموتون لأجل يتسيد سيد ويتزعم زعيم، ولك الله يا وطني.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد