سقطت ورقة التوت، وكشفت عوراتهم تعز، أسطورة القوة الضاربة، والألوية الكاسرة المحيطة بتعز 33 عاماً انهارت، وتحولت لهشاشة أمام بسالة وشموخ تعز، ما يهابونه هو في تعز وعدن، الروح والقلب النابض لثورة الفكر والثقافة، الشريان المغذي للمدنية والتحرر من الاستبداد والكهنوت والتخلف والجهل، دحروا من عدن ومرغت أنوفهم في والوحل، وكان انتقامهم في تعز، يدركون أن هزيمتهم ستكتمل بتحرير تعز، والقضاء على فكرة الثورة والثقافة المدنية هو إركاع تعز، وان ثأرهم مع تعز منذ فجر ثورة سبتمبر العظيم، فتعز وعدن قلعة الأحرار والثوار، تعز مدينة لا تقهر، تقاوم وتنتصر، لا خيار أمام أبنائها الشرفاء غير النصر أو الشهادة، وما كان لها إلا أن تنتصر، لتقاوم الأفكار المتخلفة والشريرة التي تجتاح بدنها ونسيجها الاجتماعي والسياسي والثقافي، لتصد عدواناً لإخضاعها وإركاعها، تعز تأبى إلا أن تكون حرة أبيه، تعز لا تقبل التخلف والتمايز الطائفي المناطقي، تعز تلفظ من على كاهلها العفن، الإرهاب بكل أشكاله، فيروسات مرضهم العضال الذي أصاب اليمن وتعز، فالحرب تستدعي شياطين الأنس ومنتهكي الإنسانية ومجرمي المجتمع كلهم يقفون معاً ضد الدولة الضامنة للحريات والعدالة والمساواة، ولهذا يحاصرون تعز.
ها هي تعز تسطر ملاحم النصر تحطم قيود الحصار، بسلاح متواضع أمام قوة عاتية من سلاح الوطن المنهوب، (12) لواء يفترض أن تكون صمام أمان الوطن من هكذا عفن، وإذا بها تنشر العفن وتحاصر تعز، لترضي زعيماً مرعوباً من تعز وسيداً يحلم بإخضاع تعز، كل هذا وتعز عصية لا تقهر وتنتصر، وهاهي تعلن بشائر نصرها المؤزر.
حتى وإن غدرها بعض أبنائها، كانت حضنهم الدافئ، تعايشهم وسلمهم الاجتماعي، فأشار إليهم سيد مران أنهم من عرق مميز، وأنهم سادة القوم، ودفع بهم ليتسيدوا في تعز، ويقتلون من يرفض سادتهم وتسيدهم والتسلط على رقاب أبناء تعز، وإذا بتعز مقبرة للغزاة وأذنابهم من تعز، وتنتصر تعز على كل باغي وشيطان طائفي ومناطقي، ومن سخريات القدر أن يحاصرها الشمال ومرتزقته في الجنوب، وهي مدت يداها للكل، ورفدت الوطن بمسيرات الحرية والكرامة، وقدمت قوافل من الشهداء، وأحرق ثوارها أحياء، هي لا تحقد ولا تعرف الضغينة، وتستمر في دورها الريادي للتحرر من التخلف والجهل والتعصب والطائفة والمناطقية، وتنوير العقول، وصبرت وتحملت، وانتصرت، نصرها أكليل توج به اليمن وعار على كل من دفع لحصار تعز وساند الغزاة وأراد لتعز الذل والهوان، وبث الإشاعة عن تعز وشوه وجهها الحسن، فإن تعز هي الحقيقة الوحيدة التي ظلت تؤرق تحالف الشر وأذنابه، وقاومت أعتى قوة ضاربة ومدربة للقتال رباها الشرير لحماية شره، فقهرته تعز بشبابها وطلابها وأطبائها ومثقفيها وعمالها وفلاحيها ورجالها ونسائها، تعز كتلة بشرية تدب فيها الحياة والحب والوطنية وقيم الثورة والجمهورية، تعز مدينة لا تقهر، هنيئاً لليمن نصر تعز المتواصل هو نصر للشرعية للثورة للحرية للمساواة والعدالة الاجتماعية للدولة الضامنة لكل ذلك للوطن شماله وجنوبه.
أحمد ناصر حميدان
تعز أسطورة صمود وانتصار 1348