;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

سيناريو الحروب..وبناء الدولة 1324

2016-08-30 14:15:23


لم يعرف اليمن دولة حقيقية، لأن نفوذ ورأس السلطة لا يريدون ذلك، هم طفيليات تعيش على دماء وعرق الآخرين بالفوضى والعشوائية، بيدهم القرار والعدل والثواب والعقاب وهم محصنون من ذلك، فنهبوا وسلبوا وانتهكوا وظلموا وطغوا، من يستطيع أن يحاسبهم غير أرحم الراحمين؟، وكلما أتيحت فرصة لانتقال سلمي وسلس لوضع أفضل، وقفوا حجر عثرة أمام أي تحول، يصنعون واقعا يخدمهم ويزجون بالبلد من حرب لحرب، ليبقى منهكاً، مفرقاً، ممزقاً يسهل لهم تطويعه وتسييره لما يخدم أطماعهم، أعاقوا الوحدة اليمنية والديمقراطية والتعددية، وكانت وثيقة العهد والاتفاق مخرجاَ، فمزقوها وأطلقوا عليها وثيقة الغدر والخيانة، السيناريو الذي يحبكونه ضد القوى الوطنية في كل موقف نضالي لتغيير الواقع، وكانت تهمة الردة والانفصال كافية لشحذ همم الجهل والتخلف ضد مشروع الدولة، وحشدوا كل ما أمكنهم حتى الإرهاب، ومن وقتها صار الإرهاب تحت خدمتهم لحماية الطاغية وكرسي السلطة.

 وهكذا ينتقل هذا الطاغية من تحالف لآخر لضرب أي قوى وطنية تريد بناء دولة حقيقية، وإذا بنا بحروب ستة، كان جوهرها كرسي الحكم، والولاية، أراد سيد الطائفة أن تكون خاضعة له وفق شروط ولاية الفقيه، وحدث تصادم مصالح بين زعيمهم وسيدهم والضحية وطن وشعب وقوات مسلحة أراد لها أن تنهك لأنها خارج طاعة المركز السلطوي.

وهكذا استمر يحكم خارج الدولة ومغيبها بمؤسسات شكلية، وكانت اليمن في ذيل القائمة في كل تقارير المنظمات الدولية، تقدم لها المساعدات والمنح للنهوض وتحسين معيشة الناس، لكنها تقع في يد غير أمينة وتذهب لجيوب وأرصدة الفاسدين وعلى رأسهم عفاش.. تأزمت البلد وصار تصحيح الوضع يقابل بالعنجهية والغرور والرهان على العنف والقوات المعدة سلفاً لحماية الطاغية دون الوطن.

وكانت الثورة، وخلع من الكرسي، وتفاءلنا خيراً، وتحالف شر آخر، وعاد ليرتمي لحضن طائفته، ليحمي الحكم المقدس بالمركز، وهكذا كان النظام العفن، يفرض على الجميع معارك تخدمه ليبعدهم عن المعركة الحقيقية هي بناء الدولة وترسيخ الديمقراطية الحقيقية والنظام والقانون، ونحن في خضم معركتنا مع التغيير وبناء الدولة الضامنة للحريات والعدالة، الدولة التي سيكونون فيها شركاء بحجمهم الحقيقي، دون حق إلهي وسلالي في الحكم والهيمنة والتربع على رقاب الناس في هذه الأرض الطيبة، ليكون حكما بإرادة الجماهير بانتخابات حرة ونزيهة، دولة يستفتى على شكلها وجوهره الشعب ليقول كلمته الفصل.

ونفس النفس العفن فجروا معركة لينقلبوا على معركتنا الحقيقية بناء الدولة، مستخدمين قوات بناها الشر لدعم شره والطاغية لحماية حكمه، وبكل صراحة نقولها هي ليست معركتنا، معركتنا انقلبتم عليها، لتفرضوا كيانكم العفن، معركتنا بناء الدولة والتنمية والاقتصاد والتعمير والتطور والنهوض لنكن رقما صعبا وقادرين على مواجهة التحديات في وطن يستوعب الجميع بكل شرائحهم وطوائفهم دون إقصاء أو تهميش أو انتهاك أو ظلم وتعسف وعنف يفرض علينا ما لا نريد ويملي علينا ما لا نستحسنه،كنا قاب قوسين أو أدنى من ذلك.

واذا بالمنافقين يضعون العدوان مبرراً لحشد الجماهير، وطعناً في وطنية الآخرين من القوى الوطنية التي اختارت الحوار الوطني نهجا والتوافق سبيلا والتكتل الوطني برنامجا لبناء دولة الشراكة وتجاوز صراعات الماضي وحروبه، القوى التي ترفض الطائفية والعرق والمناطقية والسلالة، ترفض الكهنوت والاستبداد، تجد في الحوار أنجع السبل لحل كل قضايانا، وترفض العنف واستخدام السلاح في الحسم، وهو سبيلكم في تدمير الوطن والزج به في أتون حرب وحرب مركبة، لا يمكن أن نكون أدوات بيد نظام ثرنا عليه واقتلعناه من جذوره قبل نصف قرن ونظام خلعناه في ثورة شعب تصحيحية، إنها المؤامرة الدنيئة.

لا نحتاج شهادة من أمثالكم لوطنيتنا وحبنا وعشقنا لأرضنا، فالشهداء ودماء الأبرياء والصمود في الجبهات هي الشهادة الحقيقية للذود عن كرامة الإنسان وسيادة الوطن من دنسكم، الخائن الحقيقي هو من انقلب على التحول الجاري والمنشود للتغيير وبناء الدولة، والعالم والشعب اليمني يشهد، ليس الشعب الذي تحشدونه وقت ما شئتم، وترمونه وقت تسلطكم، شعب على الأرض اليمنية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، شعب لا يؤمن بالطائفة وسيدي حسين والزعيم، يؤمن باليمن أرضا وإنساناً.

حربكم حرب عصابات وأنتم عصابة، حربكم حرب عبثية تنحرون فيها وطن وإنسان، ونحن حربنا حرب دولة وطنية وسنطهر الوطن من عفنكم ونبنيه ونرفع هاماته للعلا شامخاً في سماء الحرية والاستقلال واستعادة الكرامة والعزة والشرف لجميع طوائفه وشرائحه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد