حرب جاثمة على كاهلنا أهلكت الحرث والنسل، حرب أشعلوها بجرعة وجرعونا علقماً، صادروا إرادتنا جهاراً وتعسفاً باسم الشعب والمصلحة العامة ونحن الشعب، وإذا بهم دفعوا بتماثيل كرتونية بتضحيات إنسانية.. حرب وقودها أجساد الضعفاء ومواطنون بسطاء ليتسيد كهنوت ويعود الزعيم، إنها حرب اللعبة الحقيرة لنقبل واقعهم المرفوض ونتخلى عن حلمنا وطموحنا.

ها هو العيد قادم والحرب جاثمة، ومعاناة تتراكم وأزمات تتفاقم، انهارت القوى، لم نعد نحتمل مزيداً من الأزمات، اقتصاد منهار، على شفى هاوية من الجوع، كنا في حال أفضل نكافح الرداءة، كادت جهودنا أن تضفي خيراً، وإذا بزمن المسخ أصبح بمقدور من ليس له كرامة أن يتلاعب بكرامة المواطن والوطن، في هذا الزمن الذي تحاصرنا فيه حرب مركبة اقتصادية وعسكرية.. حرب ضد الانقلابيين وضد الإرهاب معاً وحرب ضد الفساد وحرب البحث عن الراتب لتوفير لقمة العيش والدواء والغذاء، وحرب مع كبش العيد وكسوة الجهال والمرأة.

إنها حرب ضد المواطن والإنسان ضد الحياة، حرب في عيشتنا ولقمة أطفالنا، الأسعار في ارتفاع مستمر والراتب في هبوط ومهدد بالزوال، وإن وجد لا يكفي بالالتزامات المعيشة، والكارثة الأكبر أن من لا يملك راتباً طار بغبار الحرب، ممن فقد عمله وصار في رصيف البطالة في بلد لا قانون ولا اتفاقيات ولا نقابات تحميك، وهناك أسر فقدت عائلها في هذه الحرب وأسر الشهداء والجرحى المعاقون، إنه وطن مثخن بالجراح والمعاناة والألم والجوع، والعيد على الأبواب، والأطفال ينتظرون فرحة العيد ونشوة اللهو مع كبش العيد، كل شيء أمامهم من أحلام وآمال تبخر، والمتكبرون في غيهم سائرون ولمشروعهم ماضون بتعنت وغرور، ومطلوب من الفقراء الصبر والثبات يموتون في القصف أو الجوع أو القهر ليحيا الجبروت والكاهن الكهنوت. 

أيتها الحروب اللعينة وأياديها الآثمة، كفى عبثاً بحياتنا، معاناتنا تتراكم وتكبر لم نعد نحتملها، الراتب بترتموه، والعملة هزيلة أمام الدولار، بسياسة السوق السوداء والثراء على حساب الفقراء، بسبب النهب والخُمس المجهود الحربي والفساد المؤسسي، حياتنا تنهار أمام أعيننا، ووطننا يدمّر، وأطفالنا محرومون من فرحة العيد، من كسوة العيد، من كبش العيد، وأنتم في حال ونحن في حال لا وجه للمقارنة، ماذا تريدون المكاسب أو المناصب، خذوها لكن نريد وطنا وحياة وكرامة وعزة وشرفا، فها هي العاصفة تتشكل كزوبعة من شعب يائس وبائس ومنهك، ويا ويل من عاصفة الجوع، ستقلعكم من جذوركم.. إنها ثورة الجياع وهاهي تهب رياحها ما لم تتلافوها فستتحول لإعصار وزوبعة تقلب كيانكم رأساً على عقب.

 اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الأَشْرَارِ، وَمِنْ كَيْدِ الفُجَّارِ، ومِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، وأبعد عنا هذه الحرب وشرورها وأياديها الآثمة، لتحسين حياة الناس وتجنيبهم الجوع والمرض والوباء، وعيد سعيد والجميع بصحة وعافية وحسن الحال.