نعيش حالة انتظار رهيبة، شعب بكاملة ينتظر التغيير، وإذا بالتكتيك يحتاج للقديم ليبني الجديد، فهل سيطول انتظارنا؟ حتى نرى دولة ضامنة للحريات والمواطنة.
تحررت عدن، من المرض الذي أصابها لسنوات عجاف، والبعض لا يريد أن يتعافى، فالمرض وسيلة استثماره، ولازال المواطن المسكين في حالة انتظار، الراتب يحتاج انتظاراً كمتسول من بريد لبريد ومهان، انتظار ضحاياه شريحة أضعفها الزمن وأنهكها العمل، وأهملت، ولا أحد يكترث لمعاناتها، وهي في انتظار دائم للراتب الذي لا يسمن ولا يسد رمق الجياع.
المواطن في هذه المدينة يعيش حالة انتظار مستمرة كل ثلاث ساعات للكهرباء أن تولع، وهو لا يعلم هل ستستمر ساعة أم ساعتين، ليعود ينتظرها ثلاث ساعات أخرى وهكذا معاناة، إلى مالا نهاية، والأسباب متعددة، الربط العشوائي، وعدم تسديد الفواتير، مطالب المؤسسة لإصلاح وضعها، فقد بلغ فاقد التيار أوجه، والدعم الخارجي لا مردود له يتبخر في الهواء.
وهكذا الماء في بعض المناطق، هناك من ينتظر قطرة ماء تخرج من حنفية منزله، فطال انتظار البعض، كحكاية مناطق في المعلا قلب عدن شهر كامل لم تصلهم هذه القطرة، والبعض له مواعيد للانتظار في الحصول على نصيب من الماء، ويقال السبب أن بعض المضخات تنتظر من يصلحها من عطب بسيط، والمهندس ينتظر قطع الغيار، وهي تحتاج لميزانية، وميزانية المؤسسة من فاتورة الدفع للمواطن، والدعم الذي يقدم لا مردود له يتبخر.
فاتورة الدفع للمواطن المسكين، والبعض إلى اليوم دون رواتب، متقاعدون، والأمن والقوات المسلحة حدث ولا حرج، رواتبهم تصرف من صنعاء، وغضب السيد عليهم فأوقفها، ومر عليهم عيد بدون مرتبات، وللراتب حكاية لا يكفي للمعيشة، ارتفاع جنوني للأسعار، من خضار ومواد استهلاكية يكاد يصل 100% وبلاد السمك، فيها السمك عملة صعبة،لا يتناوله اليوم غير من استطاع شراؤه، وهو قوت الفقراء،أي فاتورة يستطيع المواطن دفعها في وضع كهذا .
وهناك مدرسون منتظرون منذ سنوات، متقاعدين ولا هم متقاعدين، في زمن غريب وعجيب، متقاعدون تم تقييم ورواتبهم وثلاث سنوات من الانتظار دون أن يستلمون حقوقهم، بل مستمر الخصم الغير قانوني للضريبة وغيرها من رواتبهم، انتظار طال مداه، وصندوق الضمان الاجتماعي ينهار وغير قادر على استيعابهم، والى متى الانتظار؟
والتبخر.. هو الفساد، فالبعض لازالت عمارته تحتاج لاستكمال التشطيبات، كزملائه الذي ملكوا الفلل والعمارات، إنها عادة اكتسبت من نظام المخلوع، وقطع العادة عداوة ويحتاجون لشراء أفخم السيارات، والغريب أن حنيننا للماضي ونختار أدوات فساده، بينما في الماضي كوادر ونزاهة وخبره، لكنهم مغمورون، ونصيبه في التعين ناذر وكهفوة، ومحاصرين بلوبي الفساد الكبير المعيق للحياة وللنزاهة والعمل.
نحن في حالة انتظار، سيناريوهات مكررة في حياتنا ومملة، وهي كثيرة وتلك نماذج بسيطة، ننتظر المخلص الذي يخلصنا من كل العلل التي أصابتنا، وما علينا غير الانتظار والصبر قبل الانفجار، فهل سيأتي الفرج أم لا مجال لغير انفجار شعبي ضد الفساد والإفساد، وهو ما تطرق إليه البعض، لحالات فساد وكشف عن خباياها، لكن هناك صمم أو عدم مبالاة، واقع رديء يمكن أن يحاسبك الفساد أن تماديت عليه أو تطاولت في نقدك وكشفك لخباياه، واقع يدفع الناس للانفجار بعد صبر الانتظار.
أحمد ناصر حميدان
حالة انتظار..وخوف من الانفجار 1341