الأحمق والغبي هو من لم يدرك منذ أول وهلة أن الحوثيين لم ولا ولن يحسنون صُنعاً للملة والأمة ومن لم يدرك ذلك حتى هذه اللحظة فقد ران على قلبه وأمرهُ إلى الله.
يصول الحوثيون ويجولون منذ 21 سبتمبر المشئوم ويقفزون ويتعدون بل وينسفون كل المبادئ والقيم الفاضلة ويمرغون بالنظام والقانون الوحل يستمدون جبروتهم وبغيهم وطغيانهم مما سار عليه أسلافهم محاولين إعادة حكم الأئمة وكأن ذلك العصر الإمامي هو أزهى عصور الأمة الإسلامية وفيه كان رُقيها الحضاري .
لأكثر من 1200 عام حكم الإماميون اليمن وخلا لهم الجو وتفردوا بكل شيء ودانت لهم البلاد والعباد فما الذي حققه أجداد الحوثيين لليمن حتى يصر أبناؤهم على إعادة حكمهم - سؤال أضعه على الحوثيين أنفسهم- لن يجيبوا وإن أجابوا فستكون إجابتهم ككذبة الصرخة وإسقاط الجرعة.
التاريخ يحتفظ بمآسي الأئمة وبمثالبهم وحِبرهُ ليس إلا دماً سفكه أولئك الأئمة لتجري عليه سفينةُ نجاتهم وحسب، مابين كل حرف وحرف هناك جرائم بحق اليمنيين فضلاً عما تحمله الحروف والكلمات.
استطاعت أروى بنت أحمد الصليحي- والتي عاصرت دولتها دولة الأئمة- أن تصل بنفوذها إلى مكة في حين كان الأئمة يجردون عموم الأمة وخواصها مما أنعم الله عليهم من نعم الحرية والمساواة....، وفي الجهة الجنوبية ثمة دولة يمنية عاصرت دولة الأئمة وهي الدولة الرسولية والتي ارتقت بالفكر وسمت بالعقل وكانت صاحبة نهضة شاملة للأمة ونفوذ تجاوز الحدود في حين كان الأئمة في مهمة إفناء واجتثاث الفرق المعتدلة والمتزنة والراقية - المطرفية - أنموذجا، وفي الجهة الجنوبية الغربية كانت تقع دولة الطاهريين والتي أبرزت الوجه المشرق لليمن واليمنيين وكانت رائدة في النهضة الثقافية ووضع مشاهد حية تاريخية بينما نجد أن الأئمة كانوا منهمكين في الاقتتال فيما بينهم وكل إمام يؤلف مؤلفاً يثبت فيه أحقيته بالإمامة ويسلخ فيه الإمام الآخر .
أي أمجاد يريد الحوثيون إعادتها لليمنيين وأي تاريخ يريدون استحضاره لهذه الأمة، حتى ومع الفرصة التي سنحت للأئمة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وخروج العثمانيين من اليمن لم يكن حكم الأئمة إلا وباءً تفشى منه الفقر والجهل والمرض وبرز الظلم والتجهيل والاستخفاف بالشعب في أقذر صوره وأصبح (القطران والقمل والقُمل و الكُتن و أم الصبيان و صياد والجن الأزرق والأحمر) هي أهم وآخر إصدارات حكم الأئمة.. فأي زمن جميلٍ يريد الحوثيون نقله أو نقلنا إليه.