الحرب وباء ما أثقل مصائبها على المواطن، هناك من فقد مصدر رزقه، وآخر اشتد به المرض أو أحد عائلته، وكثر فقدوا مساكنهم وممتلكاتهم، وأشدهم وجعاً ذلك الذي فقد أحد أقاربه أو جزءا من جسده أو روحه أو عقله، بعد الحرب سنرى مضاعفات لحالات مرضية نفسية وعضوية وما أشدها .
وما أكثر الحكايات المؤثرة اليوم، كجارنا الطيب، وزوجته المصابة بمرض عضال يستدعي العلاج السفر للخارج، ثلاث سنوات وهو يبحث عن مصدر تمويل العلاج استطاع بفضل الخيرين والأقارب جمع ما استطاع، وبدأ يستعد للسفر، وبينما هو يتابع الإجراءات، كانت المصيبة.. اقتحم لص مسكنه ونهب كل ما بحوزته من مال ومجوهرات وملابس، هو حزين ومتألم، والكل في المسجد يواسيه ويطبب عليه، لا يستطيعون مساعدته فكل واحد اليوم في هم والراتب يأتيك جرع تقيك من الموت فقط .
المشكلة اليوم أن المجرمين واللصوص والقتلة طلقاء، أطلقتهم الحرب من السجون، يعبثون بالمدينة ويمارسون هواياتهم في النصب والاحتيال والاغتيال، السجون اليوم مكتظة بتهم الإرهاب والاشتباه .
منطقة ريمي بالمنصورة حي اشتكى كثيراً من اللصوص، حاولوا تحصين منازلهم، لكن الصوص كانت حيلهم أفظع، صار المواطن في هذا الحي يعيش مرعوباً متيقظاً لكل حركة أو حركشة قليل النوم والراحة، شكوى للجهات الأمنية في المديرية، ولعلمكم قال لي هذا الرجل إن رجال الأمن يعرفون جيدا من هم اللصوص .
هذا الحي قدم أبناؤه ملاحم بطولية في مقاومة البغاة والانقلابيين منهم الشهداء والجرحى والأبطال والقادة في المقاومة، ويعاني هذا الحي من الإهمال من قبل المجلس المحلي والمحافظة.. كتبنا كثيرا حتى ملينا من التطرق لهموم هذا الحي، الشوارع رديئة، مخلفات مشروع متعثر، نتيجة فساد والحرب أكمل الباقي، يكثر فيه اختناقات المجاري فتطفح للمساكن، يقال إن هناك خلل هندسي، الأمطار كارثة لهذه المنطقة تقع بين تلتين شارع الكورنيش المرتفع جدا عن شوارعه وشارع آخر والأمطار تتجمع فيه ليتحول الحي لبركة مياه مع مرور الوقت تكون ضحلة ومصدر وباء، وتنتشر فيه الكلاب الضالة والمريضة، وتزعج الأطفال والشيوخ والنساء، تصور حال سكان هذه المنطقة .
الشكوى لغير الله مذلة ولكن نخاطب الجهات المسؤولة نظرة لحالنا، نزول لتلمس وضعنا واحتياجاتنا، هناك شارع واحد فقط في الحي مضاء بالأنوار ليلاً ونهاراً، يسكنه مسئول في المحافظة، وخلفنا حي يسكنه المحافظون السابقون ومسئولو الدولة، وهو عبارة عن ثكنات عسكرية لحماية الجماعة ربنا يجنبهم من شر اللصوص والمجرمين ونحن لنا الله ومن فيهم خير، سنجدهم يهتمون بنا بحينا وقد يؤثر فيهم حكايات هذا الحي ونسمع عما قريب نزولاً لتلمس أوضاعنا، ويدرج مشروعنا المتعثر ضمن خطة إعادة ترميم شوارع عدن، ووضع خطة أمنية لمحاربة اللصوص وخطة لمحاربة انتشار الأوبئة والكلاب الضالة، والله الموفق.