لا تغضب بطيش حتى لا تكون أسير غضبك، لتفقد التفكير الهادئ والايجابي، اللاعبين على الأرض يخلقون حالة غضب ويؤججونها ثم يستخدمونها لتطويع وتسيير الغاضبين.
ويعتبر الغضب من المشاعر السلبية التي تصيب الإنسان عند شعوره بعدم الرضا من أمر ما أو عند الانزعاج من أحد المواقف، و يعد الغضب نقيضاً للرضا، و عندما يغضب الإنسان يثور كالبراكين و يفقد القدرة على التحمل و التفكير، و تعد حالة الغضب كارثة على الصحة البشرية و الجسم بشكل عام والمواقف السليمة.
أما الفكر هي مجمل الأشكال والعمليات الذهنية التي يؤديها عقل الإنسان، والتي تمكنه من نمذجة العالم الذي يعيش فيه، وبالتالي تمكنه من التعامل معه بفعالية أكبر لتحقيق أهدافه وخططه ورغباته وغاياته، التفكير هو إعمال العقل في مشكلة للتوصل إلى حلها، عندما تكون في مشكلة عليك أن تتجاوز الغضب لتصل إلى مرحلة التفكير لحل تلك المشكلة، الغضب يجعلك سهلاً للمتصيدين ليستثمروا غضبك لأجنداتهم الخاصة نحن في اليمن الغضب مؤثر على سلوكياتنا ويعيق تفكيرنا ولهذا معظمنا ضحايا التظليل وخرج معظمنا عن الفعل الثوري ليصبح بأيادي الثورة المضادة أو القبيلة أو المذهب أو القوى التقليدية، مجموعة غاضبين شل تفكيرهم وتوجيههم ضد مصالحهم وطموحاتهم وآمالهم.
لهذا نحن لازلنا أدوات تنفيذ لا أدوات الفعل، نتأثر ولا نؤثر، مهيمنة علينا سلطة الزعامات التي تسيرنا وفق أهوائها لا سلطة لنا على زعاماتنا، لم نخلقهم نحن ولم نؤثر في أفعالهم وتوجهاتهم بل هم المؤثرون على الأرض وعلينا، لهذا نحن مجزؤون ممزقون لم نستطع أن نتجاوز الماضي ومآسيه، لأننا في يد رموزه وأدوات زعاماته كل هذا لأنهم يثيرون فينا الغضب ويعيقون تفكيرنا الايجابي.
الغضب مطلوب إذا ترافق مع التفكير الايجابي للخروج بحل دون ذلك يصبح طيش وينتج حلولاً سلبية وتصرفات عنجهية، الثورات هي حالة غضب جماهيري، محكوم بالتفكير للوصول لهدف ومرتبط بقناعات وآمال وطموحات الغاضبين من الشعب، إن لم تكن محكومة بتلك الموازين والقيم والمبادئ الإنسانية، تتحول لحالة غضب غير نافع يشل حركة التفكير ويخدم الاستبداد والطغيان ولعداء الثورة.
الحوثي استخدم غضب الجماهير وهو اليوم يقودها بالغضب ويرتكب الأخطاء، غاب لدى الجميع التفكير الايجابي للتعامل مع القضايا والحلول خارج نطاق الهدف الوطني العام وبناء الدولة والعدل والمواطنة والحرية والمساواة كلها منتهكة بسبب الغضب غير المجدي دون تفكير ايجابي سليم.
غضبنا مشكلتنا، فقد أعاق العقل من التفكير الايجابي فغاب العقلاء والمفكرون وبرز الغاضبون كأدوات تديرهم قوى رافضة لتطورات العصر متمسكة بما ثارت الجماهير عليه من سلوكيات ومشاريع مرفوضة شعبيا عندما يزول غضب النفس المؤبوة بشهوة الحقد والكراهية والطيش، التي لا تستقيم والقيم الإنسانية أعمدة الثورات الشعبية الإنسانية وتهدأ النفوس سيبرز العقل والتفكير الايجابي وسترفض الجماهير مشاريع العهد البائد وإن غدا لناظره لقريب.