معروف سالم بامرحول صوت مميز يرن في مسامع المستمعين لقناة وإذاعة عدن، بحة الصوت، البصمة الأصيلة لتاريخ عدن السباقة في النهضة والتطور والثقافة والفن والرياضة والسياسة، عدن منبر من لا منبر له احتضنت الجميع ورعتهم ومنها انطلق المثقفون والمفكرون والكتاب والفنانون والرياضيون والمبدعون، تاريخ فخر لنا جميعاً، واليوم في أسف لما نحن فيه .
كل صباح تشجينا إذاعة عدن بأغاني الصباح والأمل والعمل والوطن والإنسان، مجرد ما أن تتحرك بسيارتك أو مواصلات المرفق أو الأجرة، تلك الفترة من الزمن كافية لتزرع فيك حب الحياة والعمل والأمل في المستقبل حب الوطن والتعايش والسلام ودورك كفرد في إرساء دعائم تلك المبادئ والقيم الوطنية والثوابت العليا، هل انتهت تلك الحقبة الجميلة بجمال أفكارها وثقافتها وسلوكياتها، لنجد اليوم قنوات وإذاعات الشحن والتحريض للموت والخصومة وتعزير واتهام الآخر وانتهاك الحقوق وغياب الواجبات، حقبة مظلمة وموحشة، تصل لمرفق عملك وأنت مشحون بالعنف ومتوتر ومنهار فكرياً وروحياً، شتان بين حقبتين وثقافتين وزمنين .
المذيع الرائع، صاحب الصوت المميز والبحة المعروف والمرتبطة بتاريخ وارث عدن الإعلامي، معروف سالم با مرحول، سبقته كوكبة وزاملته كوكبة وتبعته كوكبة من الإعلاميين، ذكرهم لا يتسع لهذا المقال، فعدن ولادة، ولها إرث ثقافي وفكري وفني مدون في مكتبة إذاعة وتلفزيون عدن المنهوبة التي نهشتها بعض الشخصيات المعروفة لتؤسس قنواتها الخاصة، جريمة لازالت ملف منسي ومخفي، سيفتح عندما نرسي الدولة العادلة، ولازالت الجرائم تتوالى .
الجريمة الكبرى أن صوت عدن لا يصدر من عدن لزال مغترب في جدة، ومصادر، أهل الخبرة والتاريخ في هذا المجال فيه موظفين تحت سلطة سياسية بعيدة عن المهنية ولا ترتقي لمستوى هذه المنابر العريقة، يراد منهم تنفيذ التوجيهات، يفرضون عقابهم في عدن دون رواتب لأكثر من خمسة أشهر إلى جانب المنابر الإعلامية الرسمية الأخرى كصحيفة 14 أكتوبر الغراء، وفي جدة محرومين من حقوقهم ومستحقاتهم، تمارس في حقهم أسليب مهانة، لازال الماضي يعكر صفو الحاضر .
هل تعلم أخي القارئ أن المذيع وعميد الإعلاميين معروف با مرحول يقبع في سجن جدة مع المجرمين والخارجين عن القانون، لسبب أنه صرخ بصوت حر، مطالباً بحقوقه ومستحقاته، يقبع خلف القضبان كل من يفكر أن يغير من الواقع البائس، وكان معروف أحدهم، لا فرق إذا بين تلك السلطة ممثلة بقيادة القناة والانقلابيين في انتهاكات الإعلاميين وضيق صدرها للنقد والمطالبة بالحقوق والكرامة والعزة، نحكم وفق الوقائع، هل يستحق هذا الرائد والقامة الإعلامية أن يزج به في السجن في بلد الغربة لمجرد أنه اشتطا غضبا وألما على حرمانه من مستحقاته، وعبر عن ما في مكنوناته، الله أنها عيبه بحق اليمن والشرعية والوزارة، كنا نتوقع أن يكرم بدلا من أن يهان ويسجن، أخاطب ضمائركم الإنسانية قبل الوطنية، أن تراعوا عدن وتاريخها وقاماتها وأعلامها التي إلى اليوم لم تعطى حقها، ما دامت للسياسة والحزبية والمناطقية دور في التعيينات والترقيات والقرارات، اترك للناس لتحكم وللجهات المسئول لتتصرف وفق ما يملي عليها ضميرها الإنساني والوطني، وقلبي يقطر دما وألم وأنا أتخيل الزميل والأخ بامرحول يقبع خلف القضبان واستغفر الله العظيم من كل ذنبا بحق بعضنا بعض .