اُغتيل الفاروق عمر- رضي الله عنه- في المحراب واغتيل الإمام علي- رضي الله عنه- وهو خارج للصلاة..
مسألة الاغتيالات أنها تحدث حتى في أكثر الأماكن أمناً واستقراراً، ثقوب يستخدمها المجرمون في أسوار الجمهورية المستعادة والتي بدأت تدب الروح فيها في مأرب للتسلل لإرباك حالة بناء الدولة وتشتيت جهود البناء وصرفها لتبادل الاتهامات والتخوين وزعزعة الثقة ولإيجاد حالة من التذمر وخلخلة الصف الشرعي والمقاوم والتباطؤ في عملية الحسم والبناء .
خلايا ما عادت نائمة ولن يغمض لها جفن طالما والانتصارات تعانق البحر الأحمر وتلامس ذرى جبال نهم لتطل منها على سهول صنعاء .
في تعز يتأرجح الصف المقاوم وبعض المصطفين فيه لم يؤمن بأن تسوية الصف من تمام النضال ومازال بعض المصطفين يتلاعب بمنكبيه ويزاحم بعقبيه ويباعد بين قدميه ليستأثر بموضع نضاله فيؤذي من بجواره وتظهر فيه الفُرج فيتخللها الشيطان ليفسد على المقاومين جهادهم ونضالهم وكفاحهم كل هذا يحدث وإمام الصف ليس له درة كدرة الفاروق عمر يساوي بها الصف المقاوم.
حادثة اغتيال الشهيد عبدالوهاب شعلان لن تكون الأخيرة وحالات الفوضى والتنازع في المناطق المحررة والتي مازالت تتحرر ستتكرر طالما ومأرب أضحت طابة وطَيبة وبلدة طيبةٌ لليمنيين المهاجرين من أذى الانقلابيين وطالما مأرب وعدن هما اليدان اللتان يبنيان أسوار الجمهورية ويعيدان ترميم مؤسساتها المدنية والعسكرية وطالما وتعز هي العمق الجغرافي والسياسي والثقافي والشريك الأقوى والأرقى لإعادة بناء وتكوين الجمهورية.
وحدها القيادة الشرعية العليا هي القادرة على تلافي مثل هذه الوقائع بالمضي في الحسم والتعامل مع مرتكبي ومتسببي الاختلالات والمتقاعسين بحسم اكبر واشد من الحسم مع الانقلابيين والحسم الأول أهم وأولى.