;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

رمزية التغيير و الحوار وطني 1389

2017-01-30 06:57:56

مرت قبل أيام الذكرى الثالثة لاختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإعلان الوثيقة الوطنية لمخرجاته التي تؤسس ليمن اتحادي، حوارنا كان فخراً لنا ومخرجاته مكسب وطني هام في تاريخنا المعاصر، الحوار الوطني هو جلسات لتشخيص المرض، خرج بوصفة العلاج، تعافى منا الكثير، وتخلص مما علق به من الماضي وما حقن من تناقضات سلبية وأمراض مدمرة، اكتسب مناعة ورفض العنف وترك كل الخصومات والصراعات السلبية و الجعجعة والتفاهة خلفه وانطلق في مسار البناء والتحول، وعاد للعقلانية والمنطق، وقدم الوطن عن كل شيء.
بينما لازال البعض مريضا يعيش الماضي، غلبته شكوكه وتوجساته وكان أداة سهلة للتطويع وتعطيل المنجز، كسر المجاديف، وهبط الهمم، وبث اليأس، كلما خطونا خطوة كان يرمي بحجر ليصنع زوبعة، ليقلب حالة الانجاز للتوافق وتقارب الرؤى والأفكار والتصالح والالتفاف الوطني لمشروع يلبي تطلعات وآمال الناس، إلى حالة الأنجاس للواقع، يحيي صراعات وخصومات ليشهر كلاً سيفه ضد الآخر، وإذا بنا بإرهاصات توقف كل انجازاتنا وتعطل حركة التغيير، بل انقلاب على تلك المنجزات التي هددت مصالحهم وأخرجت أسوأ ما فيهم، وانجر خلفهم من انجر وتغرر من تغرر، وإذا بنا نعود للخلف سنوات لنستدعي كل ما هو سيئ وأسوأ، فأعلنوا حرباً استدعت كل الشياطين، فصارت التهمة والخيانة والارتزاق ترمى لكل معارض وحر يرفض الانجرار، وتوزع صكوك الوطنية والغفران لكل من يؤيد ويطيع، يخاطبون بلغة غير مفهومة ولأسباب غير مقنعة ويرمون سهامهم المسمومة نحو الآخر بعقول خاوية ونفوس مريضة، غابت الحقيقة ونشروا الفوضى والتفاهة هي رداءة اليوم، تحريض وحشد لمزيد من الموت والدمار والخراب، اصطف المصلحي خلف مصالحه والطائفي خلف طائفته وكل له رمزيته وضاع الوطن من أولوياتنا، قلنا ثورة قالوا نحن ثوار، قلنا تغيير قالوا مع التغيير، حتى توغلوا فقالوا دواعش قال البعض معكم، فأعلنوا حرباً و وجدوا وقودها من أبناء البسطاء في وسط اجتماعي متخلف سهل تغريره، وعندما انهزمت فكرتهم وتعفن مشروعهم قالوا "عدوان" وقال بعضنا عدوان وعدوان، وكل يوم تنبعث من كيانهم روائح النتن والعفن، فأعلنوا عن حقيقتهم (أشداء على الكفار) كتكفيريين !!!!!
صدمة أحدثت شرخاً وغيرت مجرى الأمور للأسوأ، قالها بمرارة كيف للبعض أن يغير موقفة واختياره بهذه السهولة، كيف للعنف ومدفع وبندقية وطقم عسكري مدجج بالجنود، يجعل البعض يغير مواقفه واختياراته ويترك حلمه وطموحة ليؤيد العفن والتخلف والجهل يتحدث لغتهم ويرفع شعاراتهم، ينسى الوطن والثورة والجمهورية والتغيير والمستقبل المنشود، وإذا به مطيع مستسلم للأمر الواقع وأداة من أدواته.
لكل منا رمزية، أن تكون ثورياً، تتطلع للتغيير والمستقبل المنشود، رمزيتك دولة المواطنة والنظام والقانون الذي سيحكم هذه الدولة، القانون الذي سيبين لنا من المتهم من البريء، من المدان في الانتهاكات والسطو والقتل والتآمر والارتزاق، ومن الصادق والأمين والنزيه والوطني، هنا سيتعافى والوطن ونشفا نحن من التوجس والشكوك واتهام الآخر جزافاً، ونتجاوز الإشاعات والمغالطات، وخلط الأوراق وضبابية الواقع للوضوح والنور والحقائق.
أم أن تكون رمزيتك، سيد أو زعيم، فمعناه أن تكون عبداً مطاعاً تخدمهم لأجنداتهم، وسيضيع من يديك وطن، تجره للهزيمة والذل والهوان، تصرف أرعن نتيجته واقعنا اليوم، تحول البعض لمعول هدم وتدمير، وأداة عفنه بيد الماضي للقضاء على مستقبل وطن وتطلعات الجماهير وآمال البسطاء، أداة بيد الاستبداد والطغيان والكهنوت وذريعة الكهنة في استخدام المقدس لخدمة أفراد أو جماعات.
لولا ذلك الخذلان لكنا اليوم نحتفل في أول انتخابات نزيهة وشريفة وتبادل سلمي للسلطة، وانجاز عظيم لبلد عريق وحضارة خالدة، ونهضة وتطور ملحوظ، وخطوات ثابتة نحو مستقبل وضاء، لكنا مثال طيب يحتذي به بين الأمم، كشعب يستحق أن يكون ذا حكمة وإيمان، انظر لحالنا ستعرف المصيبة التي حلت علينا بسبب موقف واختيار غير وطني ومصالح ضيقه لعقول غيبت وفقدت القدرة على التمييز بين الحق من الباطل.. والله من وراء القصد

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد