ما يحدث وحدث في مدينتي عدن غير مقبول ولا يلبي تطلعات وآمال أبنائها بالاستقرار والمستقبل الموعود، أحداث فيها المواطن كالأطرش في الزفة، يراد له أن يكون ضحية ووقودا دون أن يعرف الحقيقة والمصير، يتقاتلون ثم يتصالحون والضحايا لهم الله .
أدميت قلوبنا وجرحت نفوسنا، ظلمنا قهرنا، تألمنا، لكن في النهاية يجب أن نتعلم ونستوعب الدرس، أن لا نكون صيداً سهلاً ولا مطية للطامعين، وأداة سهلة للتطويع والتغرير والجر لما لا يحمد عقباه، يكفينا ما جرى، ولن نسمح بعد اليوم أن نبيع إحساسنا لمن يستغلنا لخدمة أجنداته وأمراضه، يكفينا ألماً وقهراً.. اليوم نحن أكثر قوة وصلابة، لم نعد ذلك الشاكي والباكي والمتوسل، نستطيع أن نغير الأحداث ويستقيم عود التوجه ليلبي طموحنا وتطلعاتنا للمستقبل الذي نريد .
نحن نعي أننا في مجتمع مريض، شحنوه بخصومات وصراعات تراكمية تخدم المستبدين والطغاة ليسهل لهم انقياده، وبدأ يتعافى، ويرسم مستقبله المنشود، لكن الاستبداد أبى واستكبر بما يملكه من قوة والثروة والاعلام وانقلب على الحلم والطموح، هذا الانقلاب دفع بشرعية التحول والتغيير لتستعين بالجوار، ليكونوا عونا وسنداً لتقليم مخالب وتكبيل أدوات الاستبداد ليخضع للتحول والتغير، لدولة اتحادية ومستقبل منشود يحدده أبناء الوطن باستفتاء وانتخابات نزيهة، ليتعافى وطن ويخرج من أزماته لينطلق للمستقبل ويواكب تطورات العصر والنهضة .
تدخل يحتكم للجوار والحفاظ على السلم الاجتماعي الوطني والدولي والإقليمي بمبدأ لا ضرر ولا ضرار، يرمم الشروخ يطهر الجروح ويردم الهوة ورأب الصدع الاجتماعية، ليستقر الوضع وينهض البلد ويكون مصدر خير ورخاء لأبنائه والمنطقة والإقليم والعالم، أو العكس تغذية الصراعات والدفع لمزيد من الخصومة ودعم أطراف ضد أطراف سياسية، للنكش في عش الدبابير لخلق زوابع من الأشرار والشرور لمزيد من التدهور والانهيار يمس الجميع ليتحول البلد مصدر تهديد للمنطقة والإقليم، وهذا ما لا نرتضيه .
المواطن المسكين والمغلوب يسأل من يحكم مدينته عدن كعاصمة للشرعية؟!! وما هو مشروعه؟! ! نريد أن نعرف إلى أين نتجه، هل فعلا هناك شرعية، تستعيد مشروعا وطنيا للتحول والتغيير لمستقبل يلبي طموحات الجميع والدولة التي سيستفي عليها الناس بشكلها ومضمونها ونظامها وقوانينها، لنعيش في وطن يجمعنا ونظام وقانون يلبي تطلعاتنا، كل ذلك يتطلب مولود معافى يجب أن نلمس ملامحه تتشكل على الواقع (الدولة الضامنة للمواطنة ).
نريد مؤسسات دولة تحت راية واحدة تحتكم لها، هذه الدولة لا تستقيم ومليشيات وقوات منفلتة، تحتكم لأفراد أو جماعات، هذه الدولة لا تستقيم في ظل زعامات متصارعة وكلا يخضع لأجندات تسيره وفق أهواء خارج المشروع الوطني، باختصار نشتي دولة تتشكل بمؤسسات والكل يخضع للنظام والقانون وتحت سلطة شرعية متوافق عليها، وتلك الشرعية تلتزم بالتغيير ولا تعيد لنا الماضي بصور أخرى بآلياتها وقراراتها وسياساتها، يجب أن نشعر أننا نسير صح وفي الطريق السليم لمستقبل نريده ونطمح، يلبي تطلعاتنا وينهي الفوضى والإشاعات، ويحافظ على أدوات الديمقراطية والتعددية والحرية، يؤسس لعدالة اجتماعية ومستقبل وضاء والله الموفق .