إلى أي حد، وإلى أي مدى، يمكن لجلد المحايد أن يمتط، أو يتوسع ويتمدد!؟..
ثم إن هذا الحياد؛ هل هو مرونة، أم خداع، أم هو حسابات وتوازنات تبلد فيها عقل صاحبه، فلم يتبين له الرشد من الغي وأين يضع رجله التي يعتبرها أولى خطوات إشباع أطماع النفس وتلبية رغباتها؟ أم أن حياد المحايد يخفي وراءه كل هذه الأشياء؟..
ما تعيشه اليمن من ظروف، وما يعايشه اليمني من أحداث، ليس وصفاً يأتينا من كوكب آخر، ولا هو كلام عن بلد بعيد؛ وإنما هو أفعال وأحداث، ومعتدون ومعتدى عليهم وحرب قام به تحالف ظلامي، طرف فيه يريد الحكم وتوريثه، وآخر يزعم متوهما لعلة مرضية مزمنة؛ أن الحكم حق محصور في سلالته التي يعتقد أنها من يتملك الأرض والإنسان والحياة والأشياء، ويعلم هذا المتواري خلف مسمى الحياد أن هناك مؤتمرا وطنيا للحوار عقد بين مختلف الأطراف، ودام قرابة عام، وأن المؤتمرين خرجوا بمخرجات تمت الموافقة عليها من الجميع، وأن طرفي التحالف الظلامي انقلبا على المخرجات، والمبادرة الخليجية وتنكرا لكل وفاق أو اتفاق أو مشاورات، وانقلبوا على الشرعية، ثم أشهرا انقلابهم بتمرد عسكري توجوه بإعلان الحرب الشاملة على اليمن واليمنيين.. الخ ما هنالك من أعمال وأفعال يومية على الأرض.
ثم يأتي بعد ذلك من يضع الحياد له عنواناً معتبراً إياه (مكياج) يمكن أن يصطاد به الأطماع التي توسوس له بها نفسه!.
ليعلم المحايد هذا ومن على شاكلته؛ أن مفردات المكياج من (باروكة) شعر لن تقوى على إخفاء حقيقة تكسر فروة شعر الرأس، ولا يمكن لطاقم من أسنان مذهبة أن تخفي عيوب فم أدرد معوج لهذا الحياد، والشيء الوحيد من مفردات المكياج التي يمكن أن تنجح في الخداع هي النظارة السوداء التي يضعها المحايدون على عيونهم؛ ولكنها لن تخدع أحداً غيرهم.
فيا أيها المحايدون والصامتون؛ اركبوا مع الشرعية، فإن الحياد والصمت لا يعصم من أمر الله.