لا عدو أعدى لدى الجهل والاستبداد من قلم يشمخ بكبرياء في مواجهتهما.
ليس غريباَ أن تعلن عصابة المشروع الظلامي قراراً يقضي بإعدام الصحفي عبد الرقيب الجبيحي، كما لم يكن غريباً أنها منذ أن سيطرت بلصوصية محترفة على السلطة، ومنذ أول أيامها أن تقوم باختطاف عشرات الصحفيين إلى أماكن مجهولة.. وعوداً إلى قرار الإعدام، وأقول قرار؛ لأن أي عصابة تتخذ قرارات وتمارس إجراءات، أما القول بأن هناك محكمة أصدرت حكماً، فذلك ما لا ينبغي أن يجري على لسان أي شخص سوي، بل هي سذاجة تعطي شيئا من قيمة؛ لمن لا قيمة له و لا وزن و لا اعتبار.
نعم! ليس غريباً أن يقوم متمردون باتخاذ إجراء ظالم بحق إنسان؛ فهو أشبه ما يكون بقيام لص بمهاجمة وانتهاك منزل ما لسرقته ونهبه. فكلا الأمرين تصرف إجرامي مكتمل الأركان ليس له أدنى صلة بمشروعية أو قانون، فما يصدر عن لص أو قاطع طريق إنما هي أعمال إجرامية لا غير. ليس غريبا -إذن- الإعلان عن اتخاذ هذا القرار الإجرامي (الإعدام). فكل أساليب وأدوات وأفعال الإجرام والانتقام لن يتردد ولن يرعوي عن القيام بها سواء المخلوع أو حبيس الكهف (الحوثي). فكلاهما ينضحان خسة ويطفحان انتقاما!..
سجون ومعتقلات المجرمين الحاقدين (المخلوع و الحوثي) فيها كما نعلم عشرات الصحفيين المختطفين من حملة الأقلام الحرة؛ ناهيك عن عشرات الآلاف من المختطفين السياسيين والنشطاء الحقوقيين وحتى أناس من الشوارع أو أثناء أسفارهم من الطرق.
أكثر من عشرين صحفيا كان من بينهم عبدالرقيب الجبيحي ممن طالتهم أيادي البطش والتنكيل، بل أيادي الغدر والإجرام.
أقلام الأحرار، مطلوب منها أن تلهب الجبهة الإعلامية تضامنا ودفاعا عن مظلومين غيبهم واختطفهم المشروع الظلامي للحوثي والمخلوع.
إن اليمن واليمنيين يعولون على الأقلام الحرة في الدفاع عن الوطن والمواطن في هذه الظروف الصعبة؛ كما يعولون على الجيش الوطني في خطوط التماس ومواطن الشرف والبطولة وهم يقارعون ظلم الطغاة بصبر وجلد.
أقلام الأحرار، تلازم مواقعها التي هي مواقع الشرف والكرامة، تنتصر لحق أو تفند باطلا؛ كما يلازم الجندي النبيل متراسه وموقعه في نحر العدو، ولا يسمح لنفسه أن يتراجع خطوة واحدة للوراء.
الأقلام الحرة تعرف كيف تمتطي صهوة الكلمة بنبل وشجاعة وفروسية، وتعرف كيف تهدف حروفها بشموخ. الحروف الحرة لا تتسكع في مواخير الاستجداء؛ ولا تتحول إلى أشواك في طريق الأحرار، ولا إلى خناجر غدر تطعن من الخلف. الحروف الحرة كلمات (بالستية) تعرف واجبها، وتحدد أهدافها، حيث تقصف باطلا وتناصر حقا؛ لأنها تعرف بوصلتها وهدفها، على عكس أقلام (الرقيق) التي تقصف عشوائيا، أو تطعن من الخلف، أو يتم تسخيرها وتوظيفها بسبب رخاوتها لخدمة أعداء اليمن وأعداء المشروع الوطني الجامع.