;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

الإعلام وقولبة البشر 1439

2017-04-26 04:48:48

إلى أين يوصلنا هذا الواقع؟ وماذا عن طموحاتنا وآمالنا، ألم نثر لنتخلص من العفن ونرسم مستقبلاً يلبي طموحات وآمال الجميع، أم نترحم على ثورتنا فلازلنا تحت تسلطهم، لازال بعض منا قوالب في أيديهم وتحت تصرفهم تتصلب كلما مر الزمن، لازال فينا حنين لعبادتهم كأصنام كافرين بمشروع الوطن والأمة ومصالح العامة ، منقسمين طائفيا مناطقيا أيدلوجيا،كل ذلك ناتج عن قصور في العقل والتفكير، بحجب المعلومة و نقص المعرفة، اعتداء إعلامي على الآخرين بعملية القولبة وتصنيع الصورة النمطية السلبية، ووضع الناس والأفكار والأحداث في قوالب عامة جامدة، بحيث يمثل رأياً مبسطاً، أو موقفاً عاطفياً، أو حكماً متعجلاً غير مدروس، يتسم بالجمود وعدم التغير. 
لازالوا قادرين على صنع صورة نمطية خادعة تخل وتبسط وتختزل الصورة العامة للمشهد لخدمتهم، بإعلام يخطط له سياسيو القوى التقليدية في خطاب موجه، يصنع ردود أفعال تخدم توجهات وسياسات نحو الهدف المراد .
مكينة إعلامية تشوه الحقائق وتعمم المساوئ،وتستثمرها لتعيق حركة الجماهير في التغيير والتحول، اليوم في أشدها خطورة في أشكال الظلم الذي يتعرض له البشر في هذا العصر.
خطورة القولبة والتنميط في سلب حرية التفكير والاختيار، يصبح الفرد متلقي يتأثر دون أن يؤثر، لأن وسائل الإعلام أصبحت هي المصدر الرئيس لكل أفكارنا وتصوراتنا، عن الدول والشعوب والثقافات والديانات والمواقف والاختيارات السياسية ..الخ كم هائل من الشحن والتغرير، لمن يمتلك تلك الوسائل من رأسمال تلك القوى العفنة .
لهذا لازلنا مستغلين مخدوعين، الكثير منا بعيداً عن مصالحه والمشروع الوطني، تحوّل لشاقي في مشروعهم الرافض لدولة المواطنة والعدالة والحرية والمساواة، حيثما يجدون غضباً يدفعون به لأعلى مستوى، وما أسهل تسيير الغاضبين، يرفعون من وتيرة الصراع بحقن مزيد من الكراهية، حتى تستوي الطبخة ويبدؤون بالإشارة نحو شيطان شماعة كل أخطائهم وإخفاقاتهم وفشلهم وفضائحهم التي يكشفها العقل الراجح .
فلا غرابة من واقع اليوم الرديء الذي يرفض فيه صوت العقل والمنطق بل يتهم، واقع يتخلله جماعة من المبرمجين يطبلون للإفراد ويصنعون منهم أصناما محصنين من النقد والتوجيه، والنتيجة ديكتاتور ومستبد وطاغية باصطفاف طائفي مناطقي عفن، يؤدي لمستوى عالي من الفقر والجوع والمرض والمجاعة .
ذلك هو امتداد للواقع المشوه، العصي على التغيير واقع الجهل والتخلف، والصراعات السلبية التي أفقدت الكثير منا الوعي والإرادة وحرية الاختيار والتفكير.
ثرنا لنتحرر، والتحرر يحتاج لمستوى وعي اجتماعي وسياسي بمصالحنا، و مشروع وطني كحامل يجمع عليه الكل، لتكن الإرادة الجماهيرية هي المتفوقة بقيمها ومبادئها النبيلة والإنسانية وأخلاقيات النضال الإنساني في التحرر والانعتاق من سلطة الزعامة والمسيدة والمشيخة والأميرة، تلك أدوات ما قبل الدولة، ولن تستقيم الدولة بغير أدوات الحداثة والعلم ونقاء العقل والروح .
في كل لقاء وتكتل واجتماع انظر لأدواته وستعرف لما يرمي وما الهدف منه، لازلنا بعيدين عن استخدام أدوات المستقبل القادرة على خوض التحدي وشق الطريق للهدف السامي الدولة الضامنة للمواطنة والعدالة، لازلنا نتكئ على أدوات ما قبل الدولة في بناء الدولة، بإرادة جماهيرية موجها ضعيف، لن تتحقق آمالنا وطموحاتنا دون إرادة جماهيرية صلبة تهتز لها فرائصهم عندما تصرخ الناس وتعبّر عن مكنوناتها، أو تنتقد وتشير لخفاقات وفساد وانتهاكات من يديرون شؤوننا مهما كانوا .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد