تنتفخ الكلمات والعبارات عند بعض الناس أو الجهات؛ بحروف حمل كاذب، يستوي في ذلك الأفراد والدول والأحزاب والجهات.
غير أن هذه الحروف، مآلها مثل مآل الحمل الكاذب، لا تغير من الحقيقة شيئا.
يحتاج الكذاب إلى شهود زور؛ ليمدوا أكاذيبه بحياة مزعومة، وقوة مصنوعة، فتنبري لذلك مؤسسات، أو أفراد، وقنوات فضائية وصحف وإذاعات، وحتى دول لتضفي لأكذوبة ما رزواجا ومصداقية؛ مشتراة بأموال وبحروف حمل كاذب!
تتلقف هذه الحروف المصنوعة، والعبارات المنفوخة، شريحة من المجتمع بسبب ضعف في وعيها، وشريحة أخرى مهنتها (طلبة الله)، تروج العبارات المنفوخة، وتسوق الوهم بالحروف المستعارة، والأكاذيب الداعرة. وإذا كانت الشريحة الأولى معذورة بسبب ضعف وعيها، فإن الأخرى ليست أكثر من وعاء مستأجر، قد يحمل النقيضين في تبديل للمواقف، من العسل إلى السم -أو العكس- في مدة وجيزة، فطلبة الله لدى هذه الشريحة استراتيجية خاصة بها؛ وإن كانت استراتيجية تخصصها دائما بحروف الحمل الكاذب!
هذه الشريحة لديها الاستعداد؛ لأن تروج لقلب الحقيقة بوصف النهار ليلا، والأبيض أسودا، والحق باطلا... والمهم عندها -هنا- المال الذي هو (زيت اللسان) عند هذه النوعية من البشر
لا يحتاج الصدق أو الصادق إلى مداحين أو (دواشن) للتنويه بأعمالهم، فضلا عن الترويج والتسويق والفرقعات الإعلامية الممجدة للأعمال والأفعال، فالشمس لا تحتاج إلى ثرثرة إعلامي يثبت للناس بوجودها:
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
إن العمل في الميدان؛ لا يحتاج إلى عبارات منفوخة، وإشادات مصنوعة، كما أن حروف الحمل الكاذب لا تستطيع طمس حقيقة ووهج الفاعل في الميدان، كما لا تستطيع أن تجير بتلك الحروف حقيقة الفعل ومصدره لتنسبه (لخامل) أو تزين به جبانا:
إن السلاح جميع الناس تحمله
و ليس كل ذوات المخلب السبع
وتبرز هنا حقيقتان؛ الأولى أن الحمل الكاذب لا يحقق في النهاية نتيجة، الثانية أن الحقيقة تبقى حقيقة لا تستطيع معها أبواق الزور وحروف الحمل الكاذب، أن تطمسها، أو تحجب نورها، أو أن تحبس ضوءها!
فيا أيها الإصلاحيون خاصة والأحرار -من كل الألوان- عامة، لا تأبهون لحروف الحمل الكاذب، و لا العبارات المنفوخة، التي أنهكت وهي تسعى سعيا حثيثا؛ لطمس أدواركم وإسدال الستار على أعمالكم، فوهج دمائكم، وحقيقية أفعالكم؛ أرسخ وأقوى من تهريج صحيفة أو تصريح من مستأجر، أو مقولة كاذب، أيا كان موقعه الرسمي أو منصبه. ولن يقوى لعاب اللسان على إلغاء عرق الشجعان، ناهيك عن دماء الميدان!