;
عبدالهادي ناجي علي
عبدالهادي ناجي علي

تعز تشتاق لصاحب (قضية في عمود).. 1070

2017-05-17 19:34:43

كلما ذكر زيد الغابري الذي اختاره الله تعالى يوم الأحد إلى جواره ،إلا وذكر معه العمود اليومي في صحيفة الجمهورية (قضية في عمود).
زيد الغابري رحيله أحزن الكثير ممن يعرفونه عن قرب أو من خلال عموده، فهو كان بالنسبة لنا أنموذجاً في المهنية والحرص على الالتزام بقيمها، زيد الغابري الذي تعرفت عليه وأنا في أول خطواتي مع ألف باء صحافة، كل يرى شخصاً أو يزوره أحد في مكتبه كمدير تحرير تستقبلك ابتسامته اللطيف ويتحدث بلغة سهلة وواضحة وفيها من الاتزان والنضج ما يجعلك تقف مستمعاً له ناصح وموجه ومرشد.
زيد الغابري رحيله يشكل خسارة كبيرة للوسط الصحفي والإعلامي والثقافي فهو إلى جانب كونه عضو نقابة الصحفيين اليمنيين وكان ذات دورة رئيساً لفرع تعز، فهو أيضاً عضو اتحاد الأّدباء والكتاب اليمنيين، ولذلك يعد رحيله خسارة كبيرة، لكنها مشيئة الخالق (الذي بيده الموت والحياة ) وسنته في الخليقة التي يولد أناساً ويموت آخرين.
زيد الغابري تعلمت منه التواضع والصبر وحب الخير للناس وخلال مسيرته الصحفية كان مدافعاً عن قضايا، ومنافحاً عن تعز، ومكافحاً لكل مظاهر الفساد، وكان من الحالمين بيمن جديد خال من القات والفوضى والرشوة والمحسوبية، زاد قربي منه كثيراً عندما اشتركنا في تأسيس وإشهار جمعية مواجهة أضرار القات مع نخبة من الرافضين للقات وشجرته الخبيثة وفي مقدمتهم الداعم للفكرة رجل الأعمال شكري الفريس.
زيد الغابري مات موجوعاً ليس مما آلت إليه صحته مؤخراً، ولكنه مات مقهوراً وموجوعاً مما وصلت إليه البلاد وكيف أصبحت حياة الناس أسوأ مما كانوا يحلمون به، لم يكن يعرف أنه ستكون الأمور بهذه الصورة البشعة وأن تعز ستعيش أسوأ مراحل حياتها .
زيد الغابري ظل طوال حياته يكتب لتعز ولمواطني تعز خاصة، ولليمن عامة ومات وهو يحلم بأن تتغير الأوضاع وتتجاوز اليمن عامة وتعز خاصة المحنة التي تعيشها.
من العودة من نزوحي زرته ذات مرة إلى بيته فكم كانت فرحته أن يرى أحد زملاء مهنته يزوره ويطرق بابه تحدث معي بألم عما عاشه خلال اشتداد المعارك في الشارع الذي يسكنه ولم يغادر منزله، لكنه تحدث بحرقة وبزمن سريع عما رآه وتحدث بحرقة عن حال أفراد أسرته الذين نزحوا إلى خارج تعز، كاد الدمع يطير من عينيه يومها فتألمت أن أراه يعاني أحزاناً كثيرة.
زيد الغابري لن يفتقدك زملاء المهنة، ولن يفتقدك أهلك وأبناؤك فحسب، ستفتقدك تعز بمبانيها التي كانت تراقبك كل يوم وأنت تمر على قدميك من أمامها، وستفتقدك شوارع المدينة التي كانت تشاركك رياضة السير كل صباح، الفراغ لن يكون في بيتك فقط، حتى باعة الخضار والفواكه واللحوم ستترك فراغاً كبيراً في حياتهم لأنك كنت تصبح عليهم كل يوم بابتسامتك وتواضعك وأنت تشتري مقاضيك منهم.
زيد الغابري عاش علماً، وشجاعاً في طرح قضايا الناس والوطن لم ترهبه أو تخوفه ردود من كانوا ينزعجون من عموده، و لذلك لم يبع قلمه للون أو طيف ما وإنحاز لوطنه وأبنائه.
كنت أراه يمارس هواية رياضة المشي والسير بعد هدوء الحال في تعز وعودة الحياة إليها، وكنت قد حددت مع زميليَّ الصحفيين رشاد الطيب، وعبد القوي شعلان، والمصور أنيس مهيوب أن نرتب زيارة له مع مجموعة من الصحفيين في تعز كونه كبيرنا وقدوتنا في المهنة ويعتبر تاريخاً في الصحافة، ونسقت مع شعلان أن نسجل معه لقاء توثيقياً لمسيرة حياته الصحفية والإعلامية، لكن قدر الله سبقنا واختاره أن يكون ضيفاً على الرحمن في شهر شعبان، فسيحل رمضان علينا بما فينا من أوجاع لكن عميدنا زيد سيكون في كنف الله تعالى الذي نسأله جل في علاه أن ينزله منزلاً طيباً مباركاً وأن يسكنه الفردوس الأعلى ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون.. تعز تشتاق لك بالفعل لأنك كنت بمواصفات الكاتب والأب والموجه والسموح والبشوش.. طيب الله ثراك وتقبلك الله في عليين).

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد عيضة شبيبة

2024-04-27 03:04:29

إلا الزنداني!!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد