تعز المدينة التي تصوم للسنة الثالثة تحت وقع الموت بقذائف الإنقلاب ورصاص القنص والحصار الذي حملته جحافل الموت، وتستنشق رائحة الباروت، وتودع قوافل شهدائها بأهازيج النصر.
تعز تصنع التاريخ تاريخ اليمن القادم اليمن الاتحادي فهي قدمت للوطن شماله وجنوبه قوافل شهدائها في سبيل مشروع الوطن الواحد والأخوة الواحدة والاستقرار والتنمية، حمل أبناؤها سماعة الطبيب وقلم المدرس ومسطرة المهندس وفأس المزارع وتفاني العامل والموظف إلى كل ربوع الوطن تلك رسالتهم رسالة حياة لا موت، اليوم هذه الرسالة تصنع التاريخ فالتاريخ يسطره العظماء كصناع للحياة بأقلام مواقفهم ومداد معاناتهم ودمهم وعرقهم وإيثارهم لم يسجل التاريخ مواقف لصناع الموت وللخونة والمتاجرين بأوطانهم وشعوبهم.
تعز بصمودها الأسطوري للسنة الثالثة أمام جحافل مليشيا الموت الإنقلابية الغازية تحت شعار حملة (أشداء على الكفار) ومعسكرات وألوية الطغيان التي حولتها إلى مدينة وسط المعسكرات، بهذا الصمود الأسطوري تحت الموت بالقصف والقنص والحصار والتجويع تُسقط تعز مشاريع الفيد والهيمنة والتقسيم، وتنتصر للمستقبل، كم كنت فخوراً بالحذيفي الأب الذي ودّع ابنه الشهيد الثرى وهو يشاركني في برنامج المشهد اليمني للتلفزيون السعودي متحدثاً عن استشهاد ابنه ورفاقه الذين سقطوا وهم يشهدون ويسجلون مشهد جرائم الإنقلاب لنقلها إلى الناس لفضح مشروع الموت، كم كان مؤمنا صادقاً محتسباً الحذيفي الأب وهو ينعى الحذيفي الشهيد بكلماته المترجمة لإرادة الحياة في مواجهة عدوان الموت.. بدم ابنه ورفاقه وكل الشهداء وبمواقف كل ذويهم والناس حولهم تجلت عظمة تعز الحياة، بهذا المشهد تسطر تعز تاريخ الحاضر والمستقبل وتسجل هزيمة مشروع جحافل الموت وانتصار مشروع إرادة الحياة.