الثورة قيم ومبادئ وأخلاق، بدون ذلك تتحول لعبث، الثورة وعي الذات لترسيخ تلك المفاهيم واقعاً، الثورة نضوج نقد الذات ليمثل انقلاباً نوعياً في تصور المشاكل وهندسة معالجتها، أدركاً لأهمية الاعتراف بالأخطاء وتحمّل تداعياتها، النفاق لا يستقيم مع الثورة والسلوك الثوري، فالمنافق اعتاد عندما يقع ويخطئ يتهم الآخر، لينزه ذاته، بعصمتها من الأخطاء، ليدفعها لمجموعة من الأخطاء القاتلة، بمجرد ما أن نعترف بأخطائنا نكون قد بدأنا بالحرث في الحقل الخصب لنزرع بذوراً طيبة ونحصد خيراً، ونتجرد من تنزه الذات التي تلحق الشلل الكامل بآلية تطهير الذات وإمكانية تصويبها، لنكون في مستوى المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقنا.
لضمان حماية الثورة علينا أن نمارس النقد ونفضح الممارسات الخاطئة وأوجه القصور، لنصل للجنوب الذي نريد ونحميه من السقوط والتمادي، لن نقبل أن يهان المواطن والجندي في أرض الجنوب الحر، كحادثة رجال المرور وهم يؤدون مهمتهم الوطنية في الشارع العام أهانتهم أمام مرأى ومسمع حشد من الناس، أو قتل حارس مستشفى النقيب، من قبل بلاطجة يلبسون الزي العسكري،هنا السقوط هنا الانهيار، هل من يدفع لاستقامة الوضع وتطهير الأرض من هولا الأنذال، ننتظر إجراءات حاسمة تعيد الاعتبار للجنوب وثورته المباركة.
لن نقبل حشر السجون بالمتهمين لسنوات دون تحقيق عادل، ودون عرضهم للقضاء، وإعطائهم فرصة متاحة للدفاع عن أنفسهم وفق النظام والقانون، المعروف للجميع في فترة الحجز وفترة التحقيق، وإصدار الأحكام، شاهدنا وشاهدتم احتجاجات أسرهم ونداءاتهم والمطالبة بمحاكمتهم، إلى اليوم وهم في السجون التي تخلو من أبسط حقوق الإنسان في إعادة التأهيل في بيئة استقطاب للإرهاب أخطر من خارج السجن، وهل يوجد أشد مؤامرة على الجنوب من تلك الممارسات، هذا هو الظلم بذاته ومن يدافع عنه منافق وظالم ويسري عليه ما يسري على الفاعل.
لن نقبل ابتزاز الجندي في راتبهم وانتهاك حقوقه وحرمانه من مستحقاته، شكوا تلقيتها من جندي في نقطة مدخل البريقة، لعدم صرف رواتب (15) جندياً من زملائه، هم قوام هذه النقطة لخمسة أشهر متتالية، حسب قوله أسماءهم مدرجة في قوام القوه الفاعلة في الحزام الأمني في كمبيوتر هذه المؤسسة، كثيراً من الأسئلة تبرز هنا عن مصير رواتبهم وسبب عدم الصرف ومصير القوه المتمركزة في النقطة كحقوق ومستحقات وتثبيت أسوة بزملائهم.
هؤلاء هم حماة عدن ويعملون في ظروف صعبة، وقدموا تضحيات، من المسئول عن ظلمهم هذا؟
يقال إنهم يتبعون التحالف، وأنا أقول الحكومة والسلطة المحلية هي المسئولة عنهم، هي المسئولة عن القوات المسلحة والأمن الوطني، نناشدها أن تراعي الحق والعدل وإنصاف المظلومين من أيادي ألظلمه والمنتهكين.
هذه الأعمال تضر بالسيادة والاستقلال، ومشروع الجنوب النموذج الذي نريد، دون ظلم والتعسف وانتهاك لحقوق وكرامة الناس، واجبنا الوطني والإنساني، نمارس حقنا في الاعتراض وقول الحق في وجه كان من كان، حتى نرى الجنوب الذي نريد، جنوب عادل حر يحمي المواطنة ويقدس حق الإنسان في الحياة الكريمة جنوب النظام والقانون.