;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

المزايدة السياسة سلاح المفلسين 1207

2017-07-05 02:40:37

الجنوب وعدن في رقابكم، يا من تدعون أنكم حماة الأرض والعرض والشرف، المخاطر تحيط بنا من كل صوب، ذاك يهدد وذاك يتوعد، ورهانهم على أسلحتكم، رهانهم أن تكونون أداة بأيدهم لإشعال الحرائق، هذا السلاح الذي بأيديكم والمدد من كل الأطراف الإقليمية والدولية، وتدريبكم وتجهيزكم لحماية الوطن، لحماية الجنوب وعدن، لحماية السيادة، ليس لحماية الأفراد والزعامات، طهرتم الأرض وعليكم حمايتها من طيش المتهورين، اليوم نحن في مرحلة مزايدة سياسية خبيثة، عنوانها، أنا الجنوب، أنا المقاومة الجنوبية، أنا الممثل الشرعي والوحيد، من يعارضني أو ينتقدني يستهدف الجنوب، تلك هي عقلية وثقافة عفاش المستبد وعصابته، وكل الطيور على أشكالها تقع .
الكل يعرف رجالا صدقوا وعاهدوا الله والجنوب منذ الوهلة الأولى في الحراك الجنوبي، لا يستطيع أحد أن يزايد عليهم، في الوقت الذي فيه كانوا مطاردين مطلوبين من قبل النظام حينها، كان البعض جزءا من هذا النظام، وجزءا من العصا الغليظة التي كانت تضرب أجساد هؤلاء الأحرار والمناضلين والبندقية التي اصطادتهم، في تلك الليالي التي كنّا والرفاق نجتمع في مقرات الحزب الاشتراكي، وآخرين مرعوبين من التهم الذي كان يوزعها النظام، خوفا على مصالحهم، بل البعض غير جلده السياسي بكل سهولة ليحافظ على موقعه ومصلحته، في خضم الانتخابات والتعديلات الدستورية، كان الصراع محتدماً بين من يريد أن يحفظ للجنوب حقه في دستور الوحدة من نصوص حفاظاً على النهج الديمقراطي والتعدد السياسي المقرون، ودعم المجلس النيابي برموز وطنية مثقفة وواعية لدعم القضية، وبين من يدعم ويعزز دور قوى الفساد والاستبداد والمصالح كرموز نيابية، ونصوص دستورية، ومن سخريات القدر ورداءة الواقع تغلل المغرضون وأعداء الجنوب للإساءة للقضية والمكون، صاروا مناضلين خونوا أحرار الجنوب الأوائل، والأمثلة كثيرة .
الكل في الجنوب يطمح بكيان يلم شتات كل أبنائه بكل أطيافهم السياسية والفكرية، كيان يجمع ولا يفرق، يفتح آفاقا واسعة للتفاهمات، مؤتمر جامع يقدّم فيه الكل رؤاهم ومشاريعهم وأطروحاتهم وحججهم، بعيدا عن المزايدة والاتهامات والمناكفات، بروح التسامح والصدور الواسعة والعقول المنفتحة، سنجد أن ما يقربنا أكثر بكثير من ما يفرقنا، وأننا ضحايا مغالطات ومؤامرات أعدائنا جميعاً، سنعرف أننا ضحايا مخطط لا يريد للجنوب وأبنائه أن يتفقون على رؤية مشتركة وعلى مسار مشترك لحل القضية الجنوبية .
النقد والمصارحة مطلوبان، كبلسم للتعافي والشفاء وردم الهوة لعلاج التصدعات، دون ذلك تتحول لمناكفة وفضائح للمزيد من التأزم والتهيج، لانسداد أي أفق للتفاهم والتوافق، ردود الأفعال والشطط والخطاب المترفع والتلويح بالعنف لا يخدم أي طرف، المزعج استهداف لبنى كيان الدولة التي تتشكل بمؤسساتها وسلطاتها، وما أمسنا اليوم لها، استقطاب رموز هذه السلطات والمؤسسات لهدف المماحكة السياسية جريمة لا تغتفر، استهداف يزيد من حدة الصراع والمشاحنات، يمزق ويشتت دون أن يوحد الجهود لتنصب في بوتقة القضية، وأكثر إزعاجا مرض ألانا أو نحن، بالمن والمعايرة، نحن سمحنا، نحن حررنا، نحن نسيطر على الأرض، نحن قادرون على الحسم، من أنتم؟ هل أنتم كل الجنوب؟ لا والله.. الجنوب أكبر من كل مزايد على الآخرين من كل منان ومعاير ومناكف و وصي على الناس .
هناك عجز للشرعية، الكل يشترك فيه، مؤسساتها وأركانها، والأعمدة التي يفترض أن تكون داعمة، وإذا بها أكبر عائق في حركة ونشاط وحيوية الشرعية، رغم المأخذ على الشرعية وإنصافا للحق والتاريخ، كان لها دور محوري في استعادة الحق ونصر الجنوب مع التحالف العربي، يكفي أنها استدعت واستنجدت بالتحالف العربي لحسم المعركة مع الانقلابيين، يكفي أنها دعمت المقاومة الجنوبية ولازالت تدعمها في استعادة الأرض، دون ذلك لكنا في كابوس مرعب ومهين، ما يحدث من خطاب تقليل وتحقير للشرعية لا يخدم الجنوب ولا معركتنا الرئيسية استعادة الدولة، بل يخدم عدونا وعدو الوطن الانقلابيين .
أملنا من رجال الأمن والجيش الوطني الجنوبي، أن يكون حماة الوطن والشعب، أن يكونوا صمام أمان الدولة والمؤسسات والنظام والقانون، لتسوية الملعب لإرساء العدل، لتجاوز الفوضى والصراعات لنبني وطناً يستوعبنا جميعا باستفتاء يحدد شكل وجوهر الدولة التي نريد دون إقصاء وتهميش وفرض أمر واقع من قبل طرف على الآخرين وباسم قضايا وطنية ومزايدات سياسية تروج لطرف وتصور الآخر شيطاناً وخائنا وعميلاً .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد