محسوبون على الشرعية مٌهاجرين خارج البلاد يهزهم الحنين لحصان صالح وصحونه، يطيرون مع الرياح الصيفية في الجوار، ويذهبون بصفاقة للحديث عن أهمية الحزب في حسم ما يعتبرونه أزمة في البلاد وصولا إلى الحديث عن أنه لا حلول بدون التصالح مع المؤتمر.
الأحزاب والقوى المنضوية تحت الشرعية ومن بينها حزب المؤتمر الشعبي تقف في خندق واحد في معركة استعادة اليمن وتخرير وتطهير البلاد من دنس انقلاب الحوثي والمخلوع.
لا معنى للحديث عن تحالف أو تصالح مع (حزب المؤتمر)، لكن أولئك المشدودون للماضي الذين تلبسوا لبوس الشرعية يٌريدون التحالف مع زعيم المؤتمر والتصالح مع صالح، رئيس الحزب منذ 35 عاما!
صالح، الذي حوّل المؤتمر من (حزب الحاكم) إلى (حشد ابو علي الحاكم).
المخلوع وأقاربه وقيادات أخرى مطلوبون للعدالة الدولية ويٌجمع العالم بأنهم مجرمين مدرجين تحت الفصل السابع.
الشرعية تخوض معارك في كل اتجاه مع صالح وأنصاره وحرسه وحشوده المسلحة بالتحالف مع ميليشيات الحوثي التي انقضّت على صنعاء واليمن بحصان صالح وحصانته، وقفزت على حياة وأحلام اليمنيين بسيوفه وسيولته، وبينما يدفع اليمني دمه ودمعه ثمنا لذلك التحالف البغيض، يٌمارس المنتفعون المتسللون إلى الشرعية الإرجاف في صفوفها والطعن في ظهرها، تمتلئ بطونهم بحبوب الشرعية وتفوح بواطنهم بحب الانقلاب، يٌظهرون موالاة هادي ويٌبطنون الولاء للهادي!!
الوقت لا يزال مٌبكراً، الحرب دائرة والنزال على أشده، لا تلعبوا بالنار فنيران المعركة ليست لعبة.
هذا الحق -وإن كنتم لا تريدون منه غير الباطل- لا معنى له اليوم قبل استكمال تحرير وتطهير البلاد وحزب المؤتمر وعودة العملية السياسية الضامنة للوصول لحكم تشاركي بأدوات حضارية تنافسية بين القوى والأحزاب، حكم نريده بصناديق الاقتراع لا حكم بالجهاز التناسلي تريدونه، وفق تعبير المشير السلال، رحمة الله عليه.
وإذا كان ولابد فليس قبل إنهاء ثنائية رئاسة حزب المؤتمر (حزب برأسين) التي نادى بحسمها وحذّر من استمرارها المرحوم عبدالكريم الإرياني، عقل المؤتمر والنائب الثاني لرئيسه، قبل أربع سنوات. وجد الرجل أن الحزب أمام حالة مٌعقّدة: رئيس الحزب لم يعد رئيسا للبلاد، ونائب رئيس الحزب أصبح رئيسا للجمهورية. ثنائية رئيس ورئيسه (سيفان في غمد) عبّر عنها صالح كثيرا ورفضه لها.
خلّوا بين الشرعية ومعركتها المصيرية، لا يستوي أن تأكلوا موائدها وتعملوا لخدمة مكائد عدوها وعدونا ولي نعمتكم المعتدي المتعدي الذي قلب السنن وانقلب على الإجماع الوطني وحوّل المؤتمر من حزب إلى ميليشيات ودفعه لحمل السلاح حين كان اليمنيون يطالبون الحوثي بترك السلاح والتحول إلى حزب سياسي.
لا تكونوا حٌرّاسا لعفاش فحرسه وعفافشته يقتلوننا ويسرقون أقواتنا وينتهكون عرضنا ويحرقون أرضنا بالصواريخ والمتفجرات.
وإن كنتم صادقين في عجلتكم هذه فيمكننا تصديقكم فقط حين يكون المؤتمر جسد واحد برأس واحد لا أن يظل (رجل في صنعاء ورجل في عدن)، حين تلتئم قيادة الحزب وتنعقد اجتماعات لجنته العامة والدائمة بعيدا عن بدرومات وأنفاق صنعاء وخارج غرفها المٌظلمة.