شهر على جريمة البنك الأهلي في المنصورة عدن، الذي راح ضحيتها مدير البنك شهيد الواجب والأمانة عبد الله سالم النقيب رحمه الله ولا نامت أعين المجرمين وعصابات النهب والموت التي عادت لتروع عدن وأبنائها، امتداداً لجرائمهم البشعة منها اغتيال ابن عدن البار الشهيد/ جعفر محمد سعد، ولا نرى غير فيديوهات بتداولها ناشطون، دون محاكمات عادلة ومنصفة لينال المجرمون عقابهم وفق النظام والقانون ليكونوا عبرة للآخرين، شهر ولازالت الفوضى تعم، ونسمع عن جريمة هنا وجريمة هناك، قتل شاب في خبت إنما واشتباك مسلح في نفس المنطقة نزاع على أرضية سبب أضرار بخطوط الكهرباء واخرج المولدات عن العمل، تخريب متعمد للشبكة، حيث تم رمي خبطات من الحديد في خطوط الطاقة لتسبب أضرارا في محطات التوليد تكررت العملية، وبجهود حثيثة من عمال الكهرباء يعود التيار، عمل تخريبي وراءه من يريد إفشال جهود القيادة السياسية والسلطة المحلية، جهود أخرست الألسن المغرضة، وأغلقت باب التخوين والاتهام والمناكفات، وانتشال الفوضى وتداعياتها، إحساس بالمسئولية، تجعل المعني يترفع عن الصغائر ليكبر لمستوى المسئولية والوطن، كل هذه الجهود تصطدم بعقول مريضة وعصابات ترى بالفوضى مرتعا لها عدوها من يريد أن ينتشل عدن من هذه الفوضى، اليوم جريمة أخرى سطو مسلح على محل مجوهرات ونهب كل ما فيه، أنهم صناع الفوضى ليستثمرون نتائجها لصالح مشروعهم الصغير.
عصابات تمارس الإرهاب والنهب والسطو المسلح في وضح النهار، وبالزي العسكري المقاومة، هدف خبيث لخلط الأوراق، وتشويه الصورة ليتوه الناس في اتهامات ولغط لا معنى لها غير مزيدا من الفوضى، بإذكاء عوامل الفرقة والبغضاء بين طبقات الشعب المختلفة التي غدت جاهزة للتصادم لأي سبب تافه نتيجة تراكم خيبة الأمل وغدت على أهبة الاستعداد لأن تنال من بعضها البعض، حتى ولو من أجل هدف غير واضح ومعتم من ماضي سحيق قد تجاوزته المرحلة والعصر.
الفوضى هي نتيجة طبيعية، لمحاولة فرض أمر واقع مرفوض، لثقافة التخوين والتجريم والتكفير خارج النظام والقانون، هي محاولة طرف لاحتكار وطن، هي وصاية على الوطن والدين والحق، وجعل الآخرين مجرد وصاه عليهم الطاعة وتقديم الولاء، أو تجريدهم من وطنيتهم وحقوقهم وحريتهم.
الفوضى كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ صدق الله العظيم، هذه الأساليب الخبيثة التي تعتمد على مبدأ خلق الفوضى لأجل إرهاق الناس وجرهم وإجبارهم على طلب الحماية من المتربص والمستفيد من هذه الفوضى، فرصة مثلى للبطش بالجميع تمهيدا لتناسي جرائم الفساد والتجاوز عنها، لم تكن بدعة جديدة أو واحدة من مبتكرات المستفيدين وعبقرياتهم الوهمية، وإنما هي واحدة من مبادئ الصيد في الماء العكر والانتهازية القديمة الجديدة، التي أشير إليها مرارا وتكرارا في كتب التاريخ كما أشار إليها فلاسفة الإغريق عندما قالوا بأن الطغاة يلجئون عادة إلى اصطناع الفتن والحروب لأجل التخلص من معارضيهم وزجهم فيها.
فوضى تستدعي تكتلا وطنيا وإنسانياً في صف قوي دافع ومساند للعمل الجبار الذي يقوم به المحافظ والسلطة المحلية، لتحمي كل المنجزات، وتقف ضد كل المغرضين والباحثين عن مبررات تعميم الفوضى، عدن لم تعد تحتمل المزيد من الفوضى تحررت من الطغيان والاستبداد وعليها أن تتحرر من الفوضى برجالها الأوفياء، وتستعيد مؤسساتها الحيوية وإيراداتها السيادية من دعاة الفوضى الذين يمتصون رحيق خيرات عدن لكروشهم المنتفخة حراما وجرما بعدن وأبنائها، لا ترعبكم هذه الجرائم ستزول وسيسجل التاريخ كل أعمالهم المسيئة، فالتاريخ لا يرحم.