حدد هدفك بوضوح، ماذا تريد؟! وطن يلبي قناعاتك ومعتقداتك فقط، أم وطن يستوعب الجميع بكل قناعاتهم ومعتقداتهم وأفكارهم، وهناك فرق، الأول جزء من المشكلة ومثير لها وأضرارها الجانبية، يعتقد أنه الحق وغيره باطل عليه أن يخضع لهذا الحق، أهم معالمه التكفير والاتهام والتخوين دون دليل وبرهان قاطع ونظام وقانون يستند عليه، بل يخلط الأوراق ويثير النوازع السلبية والإشاعات والتسريبات، لغته تشوبها كلمات غي مستحبه والغمز والفهلوة، لا يقبل الاختلاف والتنوع ولا يعترف فيه، والثاني يعترف بالاختلاف ويقبل التنوع، ويكون أكثر توافقا مع الأخر نحو الحل .
تجاربنا مريرة ومنعطفات صعبة، مآسي وآلام و وأوجاع، صراع وتناحر وفجور، هل نتعظ، ويكفي ما حصل ونراجع اختياراتنا ومواقفنا، لنتفق أننا مختلفون، مختلفون في مشاريعنا في توجهاتنا في قناعاتنا في معتقداتنا، لكننا متفقون على أنها يجب أن تخدم الصالح العام، ونحتكم كل ما يخدم هذا الصالح، في تعاملنا وعلاقاتنا مع الأخر في مواقفنا واختياراتنا.
مشكلتنا هي أننا نحكم على سلوكيات الآخرين منطلقين من معتقداتنا و منظومتنا الفكرية، فما وافقها كان صائباً، وما خالفها كان خاطئاً!، ونصر على أنهم أعداء، بينما هم شركاء في وطن لهم وجهة نظر ومعتقد وفكر ومشروع وهذا من حقهم، إن تجاوزنا هذه المشكلة تجاوزنا الخصومة والفجور فيها والصراعات والتناحر، واقتربنا من التوافق خطوة تلو خطوة، حتى نستطيع البحث عن قاسم مشترك يربطنا معا ويقربنا، وصيغة مشتركة للتعايش، وقانون ونظام ينظم العلاقات وإيقاع الحياة السوية .
بهذا نكون قد وضعنا أقدامنا في الخطوة الأولى نحو النهوض والرفعة واللحاق بتطورات العصر لنكون أمة كسائر الأمم تحترم نفسها قبل أن تحترم غيرها، وتصون تاريخها وحضارتها ليكون لها حاضر قادر للولوج لمستقبل منشود وأفضل، مستقبل يحترم فيه الإنسان حق أخيه الإنسان في الحياة كما هو لا كما يرد له أن يعيش، حينها سنتعايش ونتوافق على ان نحب ونتسامح ونترك السلاح ومعاول الهدم لنبني وطن وإنسان قادر أن ينافس بقوة في عالم متطور، والله يهدينا لما فيه خير للأمة والوطن