إضعاف المؤتمر تقوية للحوثي وتقوية المؤتمر إضعاف للحوثي.
من تقوى منهما أزاح الآخر هذه سنة الحياة السياسية وأخلاق المليشيا الحوثية، ومن مصلحتنا أن يزيح المؤتمر المليشيا لا أن تزيح المليشيا الحزب.
التحالف مع الحوثي غلطة مؤتمرية فضيعة وقع في مثلها خصومه والمطلوب أن نعين المؤتمر كي يُصلح غلطته لا أن ندفعه للاستمرار فيها وعدم الإقلاع عنها.
اليأس من صالح لا يعني اليأس من المؤتمر والموقف من المؤتمر لا يصح أن يكون هو نفس الموقف من صالح.
الأماني شيء والممكن شيء آخر وارتكاب أخف الشرين ودفع أشد الضررين والسعي لتحقيق أعلى المصلحتين هو دأب العقلاء والدهاة من الساسة الذين يقرأون الواقع ولا تسيرهم العواطف أو تتحكم فيهم ردات الفعل والمصالح الشخصية.
الفصائل الدينية ليس من مصلحتها مواجهة الحركة الحوثية بدون رافعة وطنية ومشاركة مجتمعية وإلا فإن المليشيا ستستدعي قاعدتها الدينية وعصبيتها المذهبية بحجة أن المذهب في خطر وأن الدين هو المستهدف فتكون المليشيا حينها قد استفادت من حيث ظنناها تخسر وكسبت في صفها قوة ومقاتلين وحرفت مسار الصراع من صراع وطني إلى مذهبي.
ليس هناك قوة سياسية في الداخل ممن تقف على الأرض اليوم يمكن أن تختلف مع الحركة الإمامية الحوثية ويكون لها زخم شعبي وتأثير جماهيري سوى المؤتمر الشعبي العام وليس من العقل والمنطق والسياسة أن ننظر لهذا الأمر باستخفاف ونهون من أهميته أو جدواه.
الحماس المؤتمري في التحالف مع المليشيا الحوثية قد خمدت جذوته وطفيت ناره وذهب سببه واتضح عدم صوابه لأنه كان بدافع انتقامي من خصومهم الذين يرون أنهم أزاحوهم من السلطة وأبعدوهم عن الكرسي لكن أغلب من في المؤتمر اليوم يدركون أن حساباتهم كانت خاطئة وأن غلطتهم كانت كبيرة وأن نار خصومهم في 2011 أهون وأفضل بكثير من جنة الحوثي.
أن يُنازع المؤتمر الحوثي في السيطرة والنفوذ خير من أن ينفرد الحوثي لوحده بالسيطرة والنفوذ
لمن يتخوف من اتجاه المؤتمر نحو العلمانية أقول لهم علمانية المؤتمر ولا كهنوت الإمامة وفي كلتيهما شر ولكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض.
النزول عمل حزبي ونشاط سياسي والمفترض في من يؤمن بالعمل الحزبي والنشاط السياسي أن يشجع هذا الصنيع ويدعو إليه فوجوده يضعف قبضة المليشيا وينهك قوتها وبمثله تعود الحياة السياسية تدريجيا إلى سابق عهدها.
الكارثة إذا صب حشد المؤتمر ونزوله في مستنقع المليشيا والطامة إذا جَيَرَ علي صالح هذه الجموع المؤتمرية لصالح المليشيا الحوثية من أجل حساباته الذاتية أو حتى خوفا على حياته الشخصية وعلى المؤتمريين أن يوقفوا صالح عند حده ولا يطلقوا له العنان.
النزق السياسي شبيه بخصومة النساء مع بعضهن البعض، إذا غضبت إحداهن على الأخرى فإنها لاتعرف أعلى الوادي من أسفله فحكموا عقولكم ولا تتخبطوا مع نزق بعض السياسيين الذين يعيشون الوهم ويركضون خلف السراب ويجعلون للبيضة أجنحة وليس عندهم مخرج ولا بأيديهم حل.
إنها فرصة المؤتمر ليثبت وجوده وقوته وإن كانت الأخرى فليحفر قبره وليدفن نفسه.
وفق الله المؤتمر وأخذ بيده لخدمة وطنه والتكفير عن غلطته يوم أن تحالف مع الإمامين وأعداء النظام الجمهوري.
وليتقبل كل مؤتمري جمهوري خالص تحياتي وأصدق دعواتي
