يحمل الحوثيون معتقداً فاسداً يقوم على ازدراء من يختلفون عنهم في النسب ويخالفهم في الفكر والرأي ويحملون منهجاً وفكراً ضالاً مُضللاً والأهم من ذلك أنهم يريدون إكراه الأمة على اعتناق هذا المنهج واعتناق هذا الفكر أسوة بمن سبقهم من الأئمة..
معلوم وثابتٌ أن من يحمل أدوات البطش والقتل لحمل الناس على اعتناق أي مذهب فإنهم -الناس- وإن اعتنقوا هذا المذهب فإنما خوفاً وكرهاً، لكن حينما تزول أسباب وأدوات القوة والبطش ويغور أصحابها فهل سيدوم المنهج المنحرف والفكر الضال..؟ بالتأكيد لا.. فكم قَتل إمامهم عبدالله بن حمزة من اليمنيين وكم سبى من النساء وفجر وأحرق من المساجد وهدم وكم طغى من بعده أبناؤه وأبناء عمومته وكم سفح المطهر وأوغل في الدماء لتجذير منهجهم السلالي الإمامي العنصري؟؟ وماهي المحصلة والنتيجة بعد هذا البطش الإمامي..؟
بمجرد قيام ثوره 26 سبتمبر وإشراق شمس الجمهورية والحرية أقبلت الأمة على ركل الإمامة وعلى ما ينفعها ويزيح عنها ملوثات حياتها من أدخنة الخرافة والقهر السلالية وغبار الجهل والكهنوت فألقى الشعب بـ (متن الأزهار) ليقبل على كتاب (القراءة المصورة والتربية الوطنية والأربعين النبوية) وانحصر المنهج السلالي في مناطق ضيقة ومحدودة وكاد أن يتلاشى لولا أحقاد سياسية وانتقاميه وشهوة سلطة عند حاكم مستبد تقمص ثوب الجمهورية فتحالف مع مخلفات الإمامة منذ زمن وشجعها ليغيض وينتقم من فصيل سياسي ناهض استبداده ووقف في وجه ظلمه.
11 قرناً استبد فيها الأئمة وتكسرت هذه القرون على وقع أقدام ثوار 26 سبتمبر.. واليوم يسعى السلاليون الحوثيون وبنسختهم الجديدة والملطخة بضلالات المذهب الإثني عشري الإيراني لإعادة جريان أو بالأصح لتحريك مستنقعات أجدادهم الآسنة والموحلة والموبوءة بوباءات العنصرية والطائفية، يسعون بكل جد ولا يكلون لا ليلا ولا نهارا لطمس القيم الإنسانية ( الحرية، العدالة، المساواة) ومعالم الوسطية والاعتدال التي أعادتها ثوره 26 سبتمبر وأكدتها ثورة 11 فبراير الشبابية واستبدال ذلك بالإستبداد و بالغلو والتطرف والتقليد الأعمى للمذهب الإمامي العنصري القائم على الخرافة والدجل والأباطيل والتهجير والتفجير.
سعيٌ مليشاوي دءوب لتغيير المناهج التي كانت ثمرة 26 سبتمبر والتي أعادة صياغة الفكر والوعي اليمني وقولبته في قوالب الحرية والعدالة والمساواة وأسقطت مبدأ القداسة عن الفرد المستبد وإن كان ذلك بوتيرة ضعيفة إلا أنها فاتحة خير بعد فترة انغلاق وإغلاق إمامي عنصري للوعي اليمني دام قرونا طويلة.
في ثلاثة أعوام تريد مليشيا البغي أن تمحو الذاكرة اليمنية وإعادتها صفرا لتحشوها بمخلفات الإمامة المعجونة حقدا وانتقاما وعنصرية على كل من خالفها وناهض ظلمها بل ومن حالفها و من سكت على اجرامها لتحدث تمييزا وفرزا قبيحا بعيدا كل البعد عن مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية فلا إنسانية تستحق التقدير والحكم والتسيد والانحناء تعظيما إلا لتلك الإنسانية المليشاوية الإمامية المشوهة التي تربط بعضها بعضا بروابط الاستكبار و ( الأنا) وتجري في شرايينها دماء الاصطفاء المزعومة وتتناقل سلاليتها من جهاز تناسلي لآخر.
لن تدوم سعادة المستكبرين والمتعالين على الخلق عبر تحريفهم لنصوص الخالق بأحقيتهم بالعلو والاصطفاء ولن يمروا ببغيهم وعدوانهم وفجورهم الفكري بما يملكونه من أدوات البطش مطلقا فلو كان لأجداد الحوثيين بمايملكونه من بطش و تضليل القدرة على الصمود والبقاء لكانوا أولى بالبقاء منهم لكن الآباء والأبناء يحملون بذرة فنائهم بداخلهم ولن يكون تشيعهم المنحرف أقوى من شيوعية (لينين )والذي قال قولته: لا بأس بقتل ثلاثة أرباع العالم ليكون الربع الباقي شيوعيا ..فقتل واثخن في القتل ودمر وعلى الرغم مما أحدثه النظام الشيوعي من تطور اقتصادي وتطوير محدود لمجتمعه إلا أن الفناء كان أقرب منه للبقاء وليس ثمة أسباب لسقوط الطغاة إلا فساد المعتقد وسوء المنهج و تطرف الفكرة وبشاعة الوسائل لتحقيق ذلك كل ذلك أسباب كفيلة تهز عروش الظالمين ثم ما تلبث أن يسقط طغيانها وبغيها وعدوانها وإفسادها.