المواطن هو الضحية، ضحية بشاعة الانقلاب والحرب التي شنت لتصادر حقه في السلطة والثروة، حرب بل حروب متتابعة للتسيد والهيمنة والتسلط على المواطن المسكين واحتكار حياته ومصيره ومستقبله في ما يخدم مصالحهم الاقتصادية والسياسية، في كل الأحوال هو الضحية، في ضعف الشرعية، وعنجهية المقاومة وأجندات التحالف، في ضعف وعي النخب، في صراعات المراكز والأبواق والارتزاق والتفريط بالسيادة، المواطن هو الضحية في القصف الأرضي والجوي، هو من يعاني وهو من يصرخ، هو من يقتل ويموت، هم من يستثمرون ذلك موته وجعه وألمه، وكلما اشتد به الألم كلما استغلوه لصالح مشروعهم وتبرير حربهم .
اليوم المواطن يعيش مهملاً لا راتب ولا مصدر دخل شريف، مهدد بالجوع والعطش والوباء والقصف، تعصره مكينة الارتفاع المتزايد للأسعار في ظل معاناة مصدر الدخل والراتب، هل تعلم الشرعية أن المواطن مهدد بالمجاعة والموت جوعاً لكل من فقد مصدر دخله، وكل من غاب راتبه، وكل أسرة قتل أو أعيق من يعينها ويعولها عليها، ومن تبقى منهم ويستلمون رواتبهم في بعض المناطق المحررة لم تعد تلك الرواتب قادرة على مواجهة ارتفاع المعيشة وغلاء الأسعار وتعويم العملة وهبوط الريال .
مدينة عدن، عاصمة الشرعية، المدينة المحررة المسئولة اليوم من دعاة الشرعية وشرعية الثورة، دعاة الحلم والطموح والمستقبل المنشود، فيها المواطن منغص تعتصره ارتفاع الأسعار، أسعار الخضار والفواكه، أسعار المواد الغذائية، أسعار اللحوم والدجاج، والمصيبة الكبرى أسعار السمك في مدينة السمك، أسعار جنونية لا حسيب ولا رقيب، غياب الغاز المنزلي وارتفاع أسعاره، كيف تسد احتياجات المواطنين اليومية؟! والرواتب في يد عاجزين عن الإيفاء بعهودهم ووعودهم، عاجزين حتى في تنظيم صرفها وتوزيعها على المستحقين .
رصد الحركة التجارية والاقتصادية في عدن من استيراد المواد الغذائية والاستهلاكية ستعرف حجم الكارثة، هناك من يفرض إتاوات ويضيف أعباء ليس على التاجر وإنما على المواطن، فالتاجر يضع كل فلس يصرفه حتى في نقطة التفتيش وفي الجمرك على سعر السلعة والموطن يتحمل كل هذا الارتفاع، إلى جانب احتكار السوق من قبل النافذين الجدد، والمتاجرة بالسوق السوداء بشكل مباشر أو غير مباشر .
المواطن اليوم حلمه بسيط جداً، لم يعد يفكر بغير لقمة العيش له ولأسرته، إن توفرت بكرامة وعزة عاش اليوم يظل مشغولاً بتوفيرها غداً، مآسينا تتكرر ومشاهد الخذلان، هل سيجوع ثوار فبراير في عهد ثورتهم المباركة كما جاع ثوار سبتمبر بعد اختطاف ثورتهم؟!.
تنافسوا لخدمة هذا المواطن وتوفير لقمة العيش والكرامة والعزة، أفضل مشروع تقدمونه للوطن تنافسوا لتعرفوا الحق وأنكم على باطل وأن الحرب هي سبب ما نحن فيه وأن التدهور مستمر والنهاية لا يحمد عقباها، تنافسوا وقدموا مثالاً طيبا ليراكم الناس من خلاله، استمرار هذا التدهور ستكون عواقبه على الجميع، الجوع كافر وله انعكاساته الخطيرة على مجالات الحياة الأمنية والسياسية والاجتماعية، والخوف من ثور الجياع، تعز مثالا فهل تتعظون .