ثورة 26 سبتمبر 1962م ثورة الحرية والكرامة والعلم والعدالة ضد العبودية والظلم والطغيان والاستبداد والجهل والتخلف.
لقد عاش شعبنا في بعض مناطق اليمن ردحاً من الزمن تحت الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف الذي يدعي أنه يحكم حكماً مقدساً باسم الدين وأنهم خلقوا ليحكموا و الشعب يخضع لحكمهم ومن خرج عن ذلك فهو حلال الدم والمال والعرض وأنهم هم السادة والآخرون عبيد..
ومن أجل تنفيذ هذا التصور في الواقع فقد عملوا على تعميق الجهل ومحاربة العلم حتى وجدنا في صعدة بعد الجمهورية في السبعينيات قاعدة عمموها بين الناس (تعلموا منهم ولا تعلموهم....)
فهم المعلمون وحدهم الذين يشكلون عقول الناس وعقول الأجيال والأطفال ومن خالف ذلك يعاقب والعلم الذي ينشرونه كله حول السلالة وكيف ينبغي للناس أن يتبعوها ويطيعوها ويحيطونها بشيء من القداسة والرفعة...
ولذلك اليوم هم يحاربون التعليم ويغيرون المناهج، وكان اليمن لثلاثة قرون بعد مجيء الإسلام يعيش أحسن وأزهى فترة في الداخل بالبناء والعمران والحضارة وفي الخارج بالمدد المتواصل للفتوحات الإسلامية وعندما جاء يحي بن الحسين الى صعدة ووضع قاعدة ليحكم وهي (فرق تسد) وعمل ليلاً ونهاراً لنشر الفتن بين القبائل ومزق النسيج الاجتماعي بين القبائل والأسر كل هذا من أجل يظل يحكم القبائل المتقاتلة والمتنازعة وتحول اليمنيون من البناء والإعمار والحضارة والمدد للفتوحات الإسلامية إلى التناحر والخراب والجهل والتخلف والفقر والمجاعة والاستبداد.
وهناك قاعدة ثالثة نشروها بين الناس وهي قاعدة عنصرية سلالية تقول (تزوجوا منهم ولا تزوجوهم...)
فهم لهم الحق أن يتزوجوا من القبائل ولكن ليس للقبائل أن يتزوجوا منهم فهذا حرام...
فأي عنصرية سلالية أبشع من هذه التي تخالف نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كل هذا رافقه الظلم والفساد والطغيان والاستبداد والقتل والنهب والسلب واستباحة الدماء والأموال والأعراض للمخالفين والمعارضين وقد صور ذلك الشهيد الزبيري فقال:
جهل وأمراض وظلم فادح ...ومخافة ومجاعة وإمام.
من أجل هذا قامت ثورة 26 سبتمبر وأعلنت الجمهورية بعد تضحيات جسيمة وثورات متلاحقة حتى تحقق النصر.
واليوم هؤلاء الانقلابيون الظلاميون يريدون العودة بنا إلى عهود العبودية والظلم والقهر والتخلف والجهل والاستبداد ولكن أنى لهم ذلك فأحفاد الشهداء والأحرار والثوار لهم بالمرصاد وما ثورة11فبراير2011م الا تجديد لثورة سبتمبر وما المقاومة اليوم لانقلاب 21 سبتمبر 2014م إلا دليل واضح لرفض عودة الملكية والحكم المتخلف بأي ثوب يلبسونه وشعار يرفعونه والحكم بالغصب رجعي نقاومه... حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا وأنتم طبعة للظلم ثانية...
تداركت كل ما قد أهملوا ونسوا وشعبنا اليوم وهو يحتفل بأعياده الثورية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر بالتحرر من الاستبداد والاستعمار يتهيأ لنصر عظيم بهزيمة الانقلابيين والملكيين وبقايا ومخلفاتالاستبداد والاستعمار (ألا إن نصر الله قريب..).
ملحوظة تاريخية....
.هناك من يقول إن أئمة الظلم والجور حكموا اليمن ألف سنة وهذا غير صحيح وتزييف للوعي والتاريخ أولا لأنهم لم يحكموا اليمن كله ولكن أجزاء منه، ثانياً حكموا في بعض الفترات بعض أجزاء اليمن وظلت معظم مناطق اليمن بعيدة عن حكمهم مثل تعز وإب والحديدة وغيرها إلا في فترات قليلة وكذلك جنوب اليمن.......
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين
والنصر للمقاومة والجيش الوطني والمجد والخلود للثورة والجمهورية .
