ليعرف أهل العقول المعلبة والانتماءات المتحجرة أننا شبينا عن كل الانتماءات الضيقة، وكفرنا بكل الأصنام، فلم يعد يستهوينا الولاء لحزب أو جماعة ضيقة، ولاؤنا لله وحده، انتماؤنا للوطن اليمني كله أحببناه حتى الثمالة، وحب تعز يجري في شرايين القلب.
فأقول للذين يربطون الولاء والبراء بحزب أو جماعة هذا شأنكم ولكن لا تفرضوا علينا أصنامكم فإنكم لن تستطيعوا ذلك، وأي موقف تحسنون فيه سنشيد بإحسانكم وسنقف في صفكم عن قناعة لا عن إملاءات تملى علينا.
عندما أترضى عن الشهيد حسن البنا فلا يعني ذلك أني أغمط من قدر الزعيم جمال عبدالناصر وعروبته ووقوفه مع ثورة اليمن الخالدة 26وسبتمبر، وفي نفس الوقت ستجدني أشيد بالمواقف الخالدة للملك فيصل رحمة الله عليه، وإذا ذكرت صدام تذكرت هيبة العرب في عهده وكيف كان حامياً للبوابة الشرقية للأمة العربية وكيف أننا افتقدناه في هذا الزمن الذي رمتنا أعداء أمتنا بقوس واحد، وهذا لا يعني أني مؤيدا لغزوه للكويت فقد كانت تلك الواقعة غلطة العمر التي دفع العرب ثمن حماقتها، وعندما أذكر الشيخ زايد رحمة الله عليه أتذكر النخوة العربية الأصيلة وأتذكر سد مأرب الذي أعاد بناؤه .
على المستوى الوطني أذكر عبده محمد المخلافي وعبقريته، وأعجب بالشهيد عيسى محمد سيف وتضحيته، وإذا ذكرت الزبيري ذكرت صنوه وشقيق روحه الأستاذ/ النعمان رائد التنوير في الوطن؛ وإذا ذكرت حصار السبعين ودحر الإمامة إلى الأبد ذكرت الشهيد بطل السبعين عبدالرقيب عبدالوهاب وخصمه الفريق/ حسن العمري فكلاهما كانا بطلين رغم الفتنة التي حصلت بينهما.
أما تعز اليوم وما أدراك ما تعز؟
فلها وضع خاص وحكم مميز، وسط التجاذبات التي فيها وكل فريق لا يرى إلا نفسه وجماعته، وموقفنا أننا لن ننحاز لأحد إلا بقدر انحيازه لتعز، وعندما أشيد بالأستاذ/ عبده فرحان (سالم) ومواقفه فلا يعني ذلك أني أغمط دور أبو العباس وكتائبه، وعندما أشكر خالد فاضل، فلا يمكن أن أنسى دور الشراجي كأول مؤسس لجبهة الضباب والحمادي كأول مواجه للغزاة من داخل اللواء 35، وعندما تسيء للشيخ/ حمود أو للشيخ/ عارف جامل سأقول لك قف فهؤلاء شمخوا وضحوا بفلذات أكبادهم دفاعاً عن تعز وكرامتها عندما توارى الجميع، وإذا لم يعجبك عبدالله نعمان سأقول لك إنه الوحيد الذي كسر قلمه ورفض التوقيع عندما أملى الحوثي شروطه في اتفاق السلم والشراكة ورفض التوقيع، وإذا قلت لي هناك ضباط ذوو رتب عالية فلماذا يتقدمهم عبده حمود الصغير سأقول لك لأن عبده حمود تقدم الصفوف عندما اختبأ أصحاب هذه الرتب في منازلهم.
وهناك الكثير والكثير ممن لا تطيق أن تسمع كلمة إنصاف في حقهم فهذا أمر عائد عليك ولكن لا تطبق مرضك علي، فلك قناعاتك ولي قناعاتي، ولا يعني أن من ذكرت منزهين عن النقص والأخطاء، حاشا أن أقول ذلك، ولكن كما قال الشاعر :
كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.