ما يحدث في صنعاء انقلاب على كل شيء الدولة والقيم والنظام والقانون فلا غرابة، الغريب في ما يحدث من الشرعية والثوار إن صدق الوصف، برنامجكم مخرجات الحوار ووثيقة الدستور والتحول المنشود والمستقبل الموعود، أين هي أفعالكم وسلوكياتكم من كل ذلك؟.
فساد أزكم الأنوف، وخاصة في الوظيفة العامة، التي تحولت كغنيمة للأقارب والأولاد والأصحاب للمنطقة والحزبية، فقدت الوظيفة لمواصفاتها المهنية، وغاب قانون الخدمة المدنية، وسجل الانتظار الذي يعج بملفاته طلبات التوظيف لأبنائنا بمؤهلاتهم، غيبتم النظام والقانون ومال ميزان العدل، لا أولوية ولا أحقية، صفة القرابة والمنطقة والحزبية هي صك التوظيف، سنوات جهد وتعب من التعليم والمثابرة والصرفيات، وثورة شعبية عارمة، وأبناؤنا لازالوا في قائمة الانتظار، وأبناؤكم يوظفون بالدولار، ويطل علينا فخامة رئيس الوزراء ليبرر كل ذلك، ويعيب من ينتقد هذه السلوكيات والتمايز.
نحن وأبناؤنا صامدون على أرض الوطن في كل المحن والمنعطفات، لم نتركها بل قاتلنا وقاتل أبناؤنا في الجبهات وذادوا عن مدينتهم بأرواحهم ودمائهم، بينما كانت الطائرات والزوارق تنقل أبناءكم هرباً من هول الحرب لاجئين، ثم موظفين في أعلى المستويات درجة وراتب، ولا في الحلم، سنوات من العمل والإخلاص والتفاني لأربعين سنة لم يصل راتبي 300 دولار، الله يفتح عليكم ويصبرنا على ما ابتلانا بكم.
اليوم المتاح لأبنائنا الجيش الوطني، خريجو هندسة واقتصاد ومحاماة ونفط ومعادن، كلهم عسكر، قبلوا ما كتب الله لهم، وما أتيح لهم من فرص عمل، هم جنود لهذا الوطن أوفياء مع الجيش الوطني، بعضهم رفض أن يكون مع المليشيات التي شكلت خارج إطار الدولة، وفضّل أن يكون في حضن الدولة.
وفجأة يتم إيقاف الراتب لهذا الشهر، دون سابق إنذار، بأعداد كبيرة، شباب يعولون أسر ولديهم أولاد، دخلهم الوحيد هذا الراتب بعضهم جرحى ومصابون، إيقاف الراتب كانت صدمة لهم ولأسرهم، راتب (60000) ريال يتم استقطاع شهري ما يعادل العشرة آلاف وأكثر، بمقارنة بسيطة برواتب أبنائكم كم تعتقدوا ستكون النسبة، مخزية لكم أليس كذلك، بفارق المؤهل والاستحقاق والمواطنة والعدل والمساواة وكل ما ترددونه في خطاباتكم و قنواتكم.
لمن نشتكي، ومن سينصفنا، قيادة المحور والمنطقة لواء النقل، الحرس الرئاسي، رئيس الوزراء أو رئيس الدولة، والشكوى لغير الله مذلة، نشكو لله وحده، هو القادر على إنصاف المظلومين وإحقاق الحق، هو الوفي والرازق والمتقبل للدعاء، أما أنتم فبشر أخطاؤكم فاقت التصورات، لم تتمكنوا من إرساء كيان دولة بمؤسساتها، وزارات دون إدارات، يديرها الأقربون، أشخاص محددون شبه أكشاك، همهم الحفاظ على ما امتلكوه من امتيازات البحث عن مزيد من الضمانات للبقاء على كراسيهم، وللأسف بعضهم غير مؤهلين، يفتقدون للخبرة والقدرة، بعضهم في الداخل والبعض مغترب بأفخم الفنادق في نعيم أجمل مدن الله، هذا هو مصدر الفشل.
هل تسمون أنين المظلومين من سجون المليشيات في صنعاء وعدن ومن الغلاء وغياب الراتب والخدمات وأزمة البترول والغاز والكهرباء، وما يحاك من مؤامرات، والرهان على شرعية ضعيفة وفسادها زاد عن الحد أتعبنا وعكر صفو حياتنا، اصحي يا شرعية فلا شرعية دون مواطنة .