الإرهاب خطر وتحدي وكارثة ولأجل مواجهة جادة له يحتاج العالم أن يجد في اليمن دولة لا ساحة مفتوحة لتكاثر الجماعات والمليشيات، فالإرهاب فطر يتكاثر في منطقة الخراب الناتج عن سقوط الدول.
تكاثرت الجماعات واللافتات في اليمن إثر إسقاط الدولة مما جعل اليمنيين محاصرين بتهديدين: تهديد غياب الدولة وتهديد ما ينشأ في ساحة فراغها من سلطات تريد أن ترثها وتحل محلها وبطبيعة الحال هي سلطات تفرض نفسها بالقوة وليس بموجب التزامها بالقانون وهو ما يجعلها الشرط الأولي لميلاد العنف الصفة الملازمة للإرهاب، وحين يغيب القانون تختفي العدالة التي تحمي الناس من بطش الأشرار وليست العدالة الا الدولة التي تقيد ذلك التوحش وتمنع أسبابه .
الدولة حاجة يمنية ملحة لحماية المجتمع من التوحش الذي يظهر في غيابها علينا أن نساهم في إعادة بناءها من خلال الالتزام والتسليم بسلطتها العليا في البلد صاحبة الحق في حيازة السلاح واستخدامه، وعلى قدر النضج السياسي في هذه الجزئية سوف نحمي مجتمعنا من ويلات الصراعات التي تنشا في ساحة البلد الخالية من دولة والتي وفيها تنموا جماعات العنف بكل يسر.
لصالح كل يمني أن يكون لنا دولة حقيقية وأن تختفي السلطات الموازية التي تمنع قيامها وتريد عزل قيادتها وإغلاق المنافذ في وجوههم، مصلحة للجميع بمن فيهم المتهمين بالإرهاب الذين هم في أمس الحاجة لجهة تضعهم تحت سلطة قانون محل ثقة العالم كله ويكون قادرا في الفصل ما إذا كانوا مدانين أم مفترى عليهم وبالتأكيد لن تكون هذه الجهة غير الدولة التي وإن عاقبت فبالقانون الذي لا يسقط الكرامة حتى وهو ينزل في المدانين العقاب.
المجتمع الدولي معني بدعم الدولة اليمنية لأنها الطرف الأقدر على مواجهة الإرهاب وسيكون من أول الخطوات التي يجب عليه القيام بها إن كان جاداً في مسألة الإرهاب هو دعم الدولة اليمنية في انجاز مهمة توحيد كل القوى وجعلها تحت سلطة الحكومة، بالتأكيد مثل هذا الأمر سيكشف الذين يسعون لإقامة سلطات خاصة بهم وخارج سلطة القانون ممن يسعى لدولة حقيقية.. أي لبلد بلا إرهاب.