;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

الهوية ليست هواية 1356

2017-10-29 19:21:26

اختلف الزمان والمكان، ومع تحرر الإنسان من العبودية الجسدية ليصير ضحية العبودية الذهنية والفكرية، يكفي ذلك لسلب حرية التفكير، وشحنه ورسم صورة ذهنية يبني عليها كل تفكيره ليبقى أسير تلك الصور يتمحور في إطارها.
لهذا تختلف زوايا الروية لدى كلٍ منا، ما تراه غير ما أراه، وما أتوقف عنده، قد لا تهتم به، صحيح أن ذلك اختلاف، وكل طرف منا مختلف في تفكيره ونظرته للحياة واستيعابه للأمور وقناعاته وما يرتكز عليه من قيم ومبادئ وتجربة تقوده لفهمه الخاص وشخصيته الخاصة، لكننا في طبيعة الأمور علينا أن نفرق بين الحق والباطل، ونستطيع تمييزهما في إيقاع حياتنا اليومية، الخلل في من ينظر للأمور من زاوية معينة تلبي قناعات وأفكار مرسومة مسبقا في الذهنية، دون البحث عن الحقيقة، فصار عبداً لصورة ذهنية وأفكار محشو بها وضع نفسه مستبسلاً في الدفاع عنها، بالتعصب الأعمى يشكل خطراً على المجتمع وقضيته الوطنية. 
كثيرون اليوم يرون المشهد من زاوية منطلقها التعصب مندفعاً متهوراً فارضاً وجهة نظره وقناعاته بالقوة وكأنه يريد أن تتبعه، أو أنت عدوه.
يرى السياسي الذي يفضله كشخصية كاريزميّة، رجل ولا كل الرجال، أتى بما لم يأت به الأوائل، رجل دولة بامتياز، يراه المنقذ فينجر للنفاق والتطبيل والمدح، يخفي كل الحقائق السيئة، هكذا صنع الأولين طغاتهم ومستعبديهم والمستبدين، وهكذا سيصنع هؤلاء أصنامهم، غير مبالين بمتطلبات المرحلة والعصر، بواقع اليوم المتغير الذي لا يتواكب وحكم العسكر والقبيلة والعشيرة،واقع يحتاج سياسيا مثقفا من أوساط القوى الناعمة والنيرة التي يمكن أن تستوعب متطلبات الديمقراطية والتعددية والمواطنة والحرية والعدالة والتبادل السلمي السلس للسلطة.
لا تبتهل بموكب الزعيم، صورة من الماضي البائس، ذكريات أليمة، ما نحتاجه فكر وثقافة الزعيم، مشروع الزعيم الذي يلبي طموحات وآمال الناس، ليجمع حوله كل فئات المجتمع وأطيافه، نريد مؤشرات المستقبل، والشعب هو الذي يقرر شكل وجوهر الدولة، هو صاحب الإرادة والجميع موظفون منفذين لهذه الإرادة.
المزعج هواية أفراد وجماعات في تغيير هوية شعب وأمة، لمجرد أنها لا تعجبهم، مهازل يصفق لها البعض، تضع الوطن على كف عفريت، طيش سياسي و عبث غبي في تاريخ وحضارة امة عريقة، لن يقبل به عاقل وطني غيور وأمة حيه، هل يراد لنا أن نستلم لهذه المهازل.
الغريب أن هناك ملفات هامة تغيب حتى صار البعض غير آبهة بها، الاغتيالات القديمة والحديثة واستهداف رجال الدين وأئمة المساجد، وقبلهم رجال الأمن والشباب الواعد الرافض لمثل هذا العبث، المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد وغيرها من الشرفاء دمائهم في رقابنا، كم من الملفات مرمية ومهملة والسجون مكتظة بالمشتبهين، انتهاكات كانوا ينكرونها اليوم صارت حقيقة، وعاراً في جبين هؤلاء المسئولين شرعية وسلطة محلية وتحالف، كانوا ولازالوا في مواقعهم. 
يرتدون الفضيلة والعفة، ويمارسون الانتقام وتعسف وانتهاكاً، أجد مؤشر عودة الماضي بأسوأ صوره، انظر ما قاله السجان لضحاياه المضربين عن الطعام، ترتكبون معصية وتنحرون أنفسكم التي حرمها الله، لم يعرف الله حينما سجنهم وعذبهم وحرسهم سنين دون محاكمة، هذا هو الاستخدام السيئ للدين وإدعاء الفضيلة بممارسه إجرامية، انه الإرهاب يتجلى فكرا ومشهد.
الوعي يلعب دوراً كبيراً جدا في إيقاف نزيف الدم، إيقاف الكذب والدجل في ارتداء المجرم لثوب الفضيلة العفة، الوعي هو الحصانة من التصفيق والهتاف للباطل المغطى بطبقة هشة من الحق للتغرير الأغبياء الذي لا يقرؤون ما بين السطور وفي ثنايا الخطاب والثقافة والفكر الذي يحمله ذلك السياسي، لنكتشف أننا ضحايا غياب الوعي وبعض الأغبياء الذين يصفقون ويهتفون ويصنعون مستبد جديد لا يختلف في تركيبته ومنبعه وثقافته وفكره عن القديم بغير الجغرافيا،و بذات العقلية. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد