أنتجت الجماعة الانقلابية المليشاوية الإمامية العنصرية على النظام والقانون بل وعلى قيم الإنسانية والإسلامية.. أنتجت وضعاً مأساوياً وواقعاً مريراً لم يسبق لليمن أن قد أصابه مثل هذا المصاب وما أظن أنه سيصيبه شرٌ منه، فحينما كان التتار يذبحون المسلمين عن بكرة أبيهم فإنما إجرامهم ذلك لأنهم ليس لهم لا ملة ولا دين، لكن حينما يقتلك وينتهك عرضك ويحتل أرضك ويختطف إنسانيتك ويفجر دارك ومسجدك ويمارس عليك أشد أنواع الإرهاب إنسان يدعي الإنسانية ويدعي أن كل ما أصابك منه إنما هو بسم الله الرحمن الرحيم وإنه من شريعة سيد المرسلين ونهج آله الطيبين الطاهرين، فهذا هو البهتان والإرهاب والإجرام في أقبح صوره فويل للمكذبين المجرمين.
منذ الإنقلاب امتاز المجرمون عن المؤمنين وفي كل يوم وهم في تمايز غير أن المجرمين والمؤمنين يتشابهون في حالة واحدة وهو السعي للمساجد وحث الخطى إليها فأما المؤمنون فيدخلونها لأداء الفريضة والنافلة ويتعبدون الله فيها، مخلصين له الدين وأما المجرمون فيسعون إليها لتفجيرها واحتلالها وإثارة الفتنة فيها أو الترصد في طرقاتها للمؤمنين فيقتلونهم غيلة وغدراً يتقربون بهذا الإجرام لسادتهم وزعمائهم وكبرائهم الذين أضلوهم السبيل.
أعجز العجز وأفلس الإفلاس وأقذر أنواع الجبن هو النيل من ضيوف بيت الله على عتبات بيته.. في بيوت الله التي أمر أن ترفع ويذكر فيها اسمه ووصف روادها بالرجال الذين لا تلهيهم ملذات الدنيا عن ريادتها يترصد الأنذال للرجال الأبطال في طرقاتها يردونهم قتلى ويحسبون أنهم يحسنون صنعا وما علموا أنهم ارتقوا بقتلهم ليكونوا شهداء وهم بإجرامهم سفلوا فكانوا قتلة سفلة جبناء.
إن هكذا إجرام ليدلل دلالة واضحة على أن أصحاب المشاريع الصغيرة ومن يدعمهم إنما هم أعداء الإنسانية والرقي والتحضر والنظام والقانون يستنفذون وسائل إجرامهم يوما بعد يوم وسينتحرون ويموتون بغيضهم وستتلاشى مطامعهم أمام صبر وثبات وطموحات عشاق الحياة الحرة الكريمة المناضلون لقيام دولة النظام والقانون في ثوبها الجديد (اليمن الاتحادي) المناهضون للاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي.