الحد الأدنى ليكون المرء - فرداً أو مجموعاً، أو حتى حزبا - مشاركا فاعلا في مواجهة المشروع الظلامي للحوثي والمخلوع؛ هو ألا يفتعل معارك جانبية تؤثر سلبا على مقاومة الوطن للمشروع الظلامي، وأن يكون داعما و مساندا لصف الشرعية بكل ما يستطيع، فإن لم يستطع تقديم شيء، أو فعل ما ينفع، فعلى الأقل عليه أن يكف لسانه و يحبس قلمه من التعريض لها أو طعنها.
قد يقول قائل أنتم تتسترون على المخطئين بمبررات عدم شق الصف و نحن إنما نكشف و نفضح و نعري هؤلاء.
والأمر الذي يحتاج إلى فهم، هو أن فضح الفساد وتعريته شيء، و استهداف المقاومة و صف الشرعية بغرض تصفية الحساب مع شخص أو أشخاص -أو حتى حزب - شيء آخر، فما يجمع صف الشرعية هو إسقاط الانقلاب و التحرر من مشروع ظلامي تدميري يأتي على الوطن حاضرا و مستقبلا، وفكرا و هوية، وهو ما يحتم علينا الوقوف صفا واحدا تجاه الهدف الأسمى، والذي لا يقبل المساومة، وعار على أي إنسان أن يتخذ منه وسيلة للمساومة او المناكفة،
غرور و تعال مفرط أن تضع نفسك في منصة القاضي لتصدر الأحكام المدينة للآخرين و تقديم نفسك على أنك الأطهر و الأنقى !
إن حسن إدارة الخلافات الجانبية في صف الشرعية و جعلها في إطار السيطرة أو تحت السيطرة - كما يقال - هو عمل كبير يخدم الشرعية و يسهم بفاعلية في التصدي للمشروع الظلامي و مقاومته و التعجيل بإسقاطه،
وهذا الأمر يتطلب من قيادات العمل السياسي في كل الأحزاب و التنظيمات أن تقود قواعدها، لا أن تنقاد هي لها، و لا يعني هذا عدم الالتفات لرأي القواعد، بل المطلوب هنا تحديدا الأخذ بعين الاعتبار لرأيها و طموحاتها، و قواعد أي حزب أو تنظيم، هي تلك المساحة العريضة و التي لا يعبر عنها آحاد منتسبيها ممن لهم مشاكلهم الخاصة التي لا يرون انتماءاتهم التنظيمية إلا من خلال مشاكلهم تلك، أو من أولئك الذين يتمتعون بنصيب وافر من الرؤى الحدية، أو ذوي الجدل و المناكفات التي تملي عليه بردود فعل لحظية غير مدروسة، أو غرض نفسي يريد من حزبه و تنظيمه أن يتبناه، فتقف بعض قيادات في الحزب أو التنظيم ليداهن و يتساهل أمام أفراده الذين يصل ببعضهم الحال - على قلتهم - إلى إصدار أحكام غاية في التطرف وهي أن المشروع الظلامي أخف ضررا و أقل (شرا) من علان، أو من الجهة الفلانية !!
مثل هذه الأصوات المحكومة بردود الأفعال او منافسات الأقران في إطار القواعد و بالرغم من قلتها إلا أنها تحدث تأثيرا وبلبلة و تجر إليها من يتعصب لمناصرتها بحكم الانتماء، فيكون هذا النوع له شلة داخل هذا التنظيم او ذاك الحزب، وتكون هذه الشاة مضرة بالحزب او التنظيم أكثر من إضرارها بالآخرين، فتشتعل جبهة المناكفات و القصف الإعلامي الذي يظهر المسار الإعلامي في تعز مثلا و كأنه حرب شعواء مدمرة و جبهة ممزقة.
هنا يبرز الدور المطلوب من القيادات السياسية و التنظيمية التي يفرض عليها الواجب الوطني وضع حد لهذا (السفه) الإعلامي المضر بالجميع.. وأن يتنادى الجميع لتهديف الأداء الإعلامي نحو العدو المشترك وتوجيهه لذلك الأمر باستمرار.
من الظلم أن تهدر طاقات وجهود في المعركة الخطأ، ويوم تسير في المكان الخطأ فمعنى ذلك أن المستفيد الوحيد هم أصحاب المشروع الظلامي.